أخيراً اكتمل العقد على جيد الكويت، ولعله عقد خير وبركة على البلاد، إذ إضافة إلى القلادة الذي هو صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، فإن مع النجمتين اللتين اختارهما سموه لمعاونته على الحكم، باتت البلاد تنعم بقيادة سياسية محنكة، إذ بعد أمره الأميري بتعيين رئيس لمجلس الوزراء، وهو لا شك نعم الاختيار، كانت ولاية العهد من نصيب رجل دولة، عرف عنه تفانيه في خدمة الكويت، وإعلاء شأنها، إنه سمو الشيخ صباح الخالد، وهذا أيضا نعم الاختيار.
لقد لمسنا منذ اللحظة الأولى لتسلم صاحب السمو مقاليد الحكم عمله بمنتهى الشفافية، وتطبيق القانون على الجميع، أكان كبيراً أو صغيراً، وحرصه على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لأنه مؤمن أن الكويت تستحق كل الجهد من أجل نهضتها.
منذ سنين لم تشهد البلاد قادة يجمع بينهم الانسجام بهذه الدرجة. رجال نهضة بكل ما في الكلمة من معنى، ولهذا كان الترحيب والتأييد كبيرين لهذه الاختيارات التي حرص عليها صاحب السمو، فالناس التي انتظرت تزكية ولي العهد، نالت ما تتمناه، فالحاكم المقتدر يدرك أن التأني يأتي بالكثير من الفوائد العظام.
اليوم، تخرج البلاد من حقبة طويلة كانت فيها تتلوى ألماً جراء ممارسات غير وطنية عبثت بمقدراتها، فيما بعد ذلك رأينا سلوكاً وطنياً خالصاً، من كل الذين اختارهم سموه للعمل على رفعة الكويت، فهولاء رجال نهضة، يعملون بكل قوة في سبيل المهمات التي أوكلت إليهم.
ما عانت منه البلاد طوال سنوات من شيطنة كل شيء، ومحاولات تغيير الثقافة المجتمعية، آن الأوان للخروج منه، لهذا بدأنا اليوم نستبشر خيراً لعودة الكويت إلى جوهرها أراد البعض غمطه.
مع القلادة التي تزين العقد، وهي صاحب السمو الأمير، ومعها النجتمان، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، الأمين، نظيف الكف، الديبلوماسي المحنك، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، المجتهد الحريص على إعلاء شأن القانون، ونزاهة الممارسة الإدارية والسياسية، فهذا يعني أن الكويت بدأت تنهض من كبوتها الطويلة، كما أن ذلك يدل على أن مستقبل أسرة الحكم بدأ يبشر، وأنه جاء الوقت المناسب لوضع أبنائها على الطريق الصحيح، وأن تكون الكفاءة هي العنوان لمن يتولى أي منصب من أفرادها.
هذا ليس غريباً على هذه الأسرة الكريمة، فالأسلاف وضعوا الإشارات الواجب على الجميع التقيد بها، وحتى لو كانت هناك بعض الهفوات في مرحلة ما، إلا أنها تعود دائماً لتصحيح مسار نفسها بنفسها.
مبارك لسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد تزكية صاحب السمو الأمير لشخصه الكريم لهذا المنصب، ومبارك للكويت هذا العقد المكتمل بالشخصيات، ففعلاً يطبق صاحب السمو الأمير الآية الكريمة "إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ".