حوارات
يشير "الدَّاء" في عنوان هذه المقالة المقتبس من مثل عربي، الى أي عيب فكريّ أو سلوك سلبيّ لن تُحمدَ عقباها، إذا تم اتِّباعها، وكل ما يغمض على المرء، ويتوجّب عليه اتخاذ قرار حاسم بشأنه، قبل فوات الأوان.
ويُبتلى العاقل عندما تختبره صعوبات الحياة، وعندما يمتحن شخصيته بعض الموتورين (الحمقى، والجهلاء، والمعتلّين فكريًّا وغير الأسوياء نفسيًّا)، أو حين يُفتَنُ بمعضلات أخلاقية محيّرة، وبعض ما سيكرّس فضيلة الحَسْم في عقل الحصيف العاقل، نذكر ما يلي:
- التعوّد على التفكير المتعمّق في عواقب الأمور: يتمكّن العاقل من اكتساب مهارة التفكير العميق في عواقب كلامه وتصرّفاته، وكلام وتصرّفات الآخرين عندما يُجبر نفسه على التأنّي (التَّفْكِيرُ مَلِيّاً)، لا سيما في الظروف الحرجة، أو عندما يتعرض لضغوط نفسيّة معيّنة، أو حين يشعر بأي نوع من التوتّر والتردّد، وعلاج كل ما سبق هو الحسم في اتخاذ القرار الشخصيّ.
- شخصيّات تُعْرَفُ من "عناوينها" الخارجيّة: قال أحد الحكماء "الظاهر عنوان الباطن"، ومن يمتلك أقداراً مناسبة من اليقظة الذهنية، والوعي الظرفي، والوعي الذاتي يستطيع أحياناً قراءة العلامات الأولية "غير المريحة" في كلام وتصرّفات بعض من يتعامل معهم، فسلوك التظاهر الاجتماعي، على سبيل المثال، يقف عند حدٍّ منطقيّ معيّن لا يتجاوزه، واللَّبِيب من أصغر إِيماءة يَفْهَمُ، ويحسم في اختياره لطريقة التعامل مع الآخر.
- تقوية الصِّلَة بالواقع: كلما قويت رابطة الشخص بالواقع المحيط به، أصبح تفكيره أكثر عمليّة وحسماً، وكلما خفّ تأثير التفكير العاطفيّ عليه قَوِيَ اتصاله بالواقع، ومن وسائل تحقيق هذا الأمر هو التمعِّن بالمبادئ، والدوافع، الشخصية والنفسيّة، الأساسية وراء التصرّفات البشريّة، فإذا عُرف السبب بطَل العجب، وما تُعرَفُ عِلَّتُهُ الأساسية يمكن التعامل معه بسهولة، ويُحسمُ الأمر قبل أن تَسْتَفْحِلَ نيرانه.
- "من لم ير باطناً يعش واهناً": يجدر بالعاقل أن يسعى باستمرار لأن يعرف بواطن الأمور وخفاياها، قبل أن يدخل فيها، فليس كل ما يلمع ذهباً، وليست كل ابتسامة تدلّ على مودّة، وما يدفعه الهوى يجب أن يكبحه العقل.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi