الأولويَّات الشخصية: بَطِّنِي فَعَطِّريّ

حوارات

يشير مثل "بَطِّني فَعَطِّريّ" الى قصة زوجة كانت تهتم بتعطير زوجها أكثر من اهتمامها بطعامه، ويمكن أن يدلّ المثل في سياق آخر مشابه على أهمية حرص العاقل على ما هو أوليّة بالنسبة له في حياته، بدلاً من تضييع وقته وجهده الشخصي في أمور وقضايا، وأولويات لا علاقة له بها.

ومن بعض علامات وأسباب إهمال التركيز على الأولويّات الشخصية الحقيقية، وكيفية تعويد الإنسان لنفسه على التركيز على ما هو ذو أهميّة بالنسبة له، نذكر ما يلي:

- علامات وأسباب إهمال التركيز على الأولويّات الشخصية: يتسبّب غي انفصال المرء عن الواقع، وضعف وعيه، في عجزه عن معرفة أولويّاته الحقيقية، ومن علامات هذا الإهمال للأولويّات تسخير الفرد أغلب وقته الشخصيّ إمّا في اللّهو بشكل لا يقتضيه المنطق، أو بتكريس الجهد الشخصي لتحقيق أولويّات أفراد بالغين عمريًّا يستطيعون الاهتمام بأنفسهم.

وكلما انغمس الانسان في التفكير العاطفي السلبيّ كلما غابت عن عقله أولويّاته الحياتية المصيريّة، وكلما انْخَرَطَ أحدهم في الأيديولوجيات القبليّة، أو الطائفيّة، أو الحزبيّة، أو الفئويّة التمييزيّة أصبح أداة طيّعة لزعماء الأيديولوجيّات، بينما يضحيّ بوقته وجهده لتحقيق مصالح أشخاص هو بالنسبة لهم آخر أولويّاتهم، وبسبب الجهل الاختياري، وربما عدم الرغبة، في التعرّف على الأولويّات الشخصية (ما يشغف به قلب الانسان لفترة طويلة ويرغب في تحقيقه أو الحصول عليه في حياته)، يَشْغَلُ البعض أنفسهم فيما لا يفيدهم.

- رتِّبْ حياتك وفقًا لأولويّاتك: يجدر بالشخص الذي يمتلك قدراً مناسباً من الوعي الظرفي والذّاتي، ويدرك مسؤولياته الأخلاقيّة تجاه نفسه، أن يرتّب ويهندس وينظّم وقته بهدف تحقيق أولويّاته الحياتية.

ومن يحدّد، على سبيل المثال، وقتاً معيّناً في اليوم للتفكير الجادّ بأهدافه وبأولويّاته الحياتية، وكيف له أن يحقّقها، سيكون حاله أفضل من ذلك الشخص المتقوقع على نفسه والمُهْمِلُ لها. وحري باللَّبيب الحرص الشديد على عدم تضييع ولو دقيقة واحدة من وقته في مخالطة، أو مجالسة، أو محادثة السفهاء والمتفرّغين، وكل من يبدو له شخصا يعيش حياة عبثيّة (فارغة من المعنى والقيمة)، فَبَطِّنْ وبعد ذلك تَعَطَّر، تربت يداك.

@DrAljenfawi