قرار التخييم في "جال الزور" خطأ %100

فعاليات بيئية أكدت أنه كارثة واتُخذ من دون دراسة وطالبوا بوقفه وتحويل المنطقة محمية طبيعية

مبارك العجمي: منطقة أودية وتلال وصخور رسوبية ومعلم سياحي

"علوم الأرض": مؤسف اتخاذ "البلدي" القرار دون استشارة المختصين

د.مبارك العجمي

على إثر قرار المجلس البلدي أول من أمس بالسماح بالتخييم في منطقة جال الزور، أعرب الخبير في العلوم البيئية د. مبارك العجمي عن استغرابه من عدم رجوع المجلس لآراء المختصين في البيئة قبل اصدار مبينا انه "قرار خطأ 100% خاصة أن تلك المنطقة عبارة عن تلال وصخور رسوبية لايجوز فيها التخييم".

وأوضح العجمي أن منطقة "جال الزور"تضم أودية تلال الزور التي تكونت عبر العصور القديمة ولذلك فهي بيئة برية أرضها تتغطى بالرواسب السطحية ويفترض أن تستخدم كمنطقة محمية طبيعية لاسيما أنها تقع شمال الكويت وبالقرب من محمية "صباح الأحمد".

وطالب د. العجمي البلدية بالبحث عن أماكن أخرى مع ضرورة أن تخصص مناطق شمال الكويت للمحميات الطبيعية، مبينا أن "جال الزور تضم تراثا تاريخيا وتتنوع فيها التضاريس وهجرات الطيور وفيها حياة فطرية ومتنوعة وقريبة من الصبية"

وشدد العجمي على ضرورة أن تفتح "جال الزور" فقط لرحلات المدارس والجامعات ولزيارة الوفود للكويت كأحد أهم المعالم السياحية في البلاد. في السياق، قال أحد خبراء البيئة – فضل عدم ذكر اسمه – أين الهيئة العامة للبيئة من قرار المجلس البلدي بالسماح بالتخييم في جال الزور؟ وهل يعقل أن يصدر مثل هذا القرار وهناك أيضا لجنة معنية بالبيئة في المجلس؟ وهل اتخذ القرار من دون دراسة أم أخذ رأي لجنة البيئة ولم تبد أي اعتراض على هذه الكارثة؟

أضاف: منطقة "جال الزور" منطقة تاريخية يجب المحافظة عليها فضلا عن أن تلك المنطقة قريبة من المنشآت النفطية، فكيف يسمح بالتخييم حولها لاسيما ان المنشآت النفطية يفترض ألا يتجول أحد على مقربة منها لحمايتها؟ مطالبا الهيئة العامة للبيئة بأن تقوم بدورها. وقال "جال الزور" اصبحت منطقة "كارثة" من النواحي البيئية، وبدلا من أن تهتم البلدية وتطالب بإعادة تاهيلها وتشجيرها بعدما تلوثت من اصحاب الماشية، تريد أن تفاقم كارثة "جال الزور" عبر التخييم لتزيد في تلوث بيئة المنطقة ودمارها.

وإذ، أبدى استغرابه من النفايات بالمنطقة، تساءل عن دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الحفاظ على أثار وتاريخ الكويت مطالبا بأن يتم الاهتمام بتلك المنطقة ذات الاجواء الرائعة.

"علوم الأرض"

في السياق، رفضت الجمعية الكويتية لعلوم الأرض" السماح بالتخييم في " جال الزور"، ودعت الجهات المعنية إلى التحرك الفوري لوقف القرار. وأوضحت الجمعية في بيان حصلت "السياسة " على نسخة منه عقب موافقة المجلس البلدي على إنشاء منطقة تخييم في جال الزور أن التخييم في هذه المنطقة التاريخية قد يساهم في تدمير مواقع جيولوجية وأثرية ذات أهمية تاريخية عريقة، مرتبطة بحقبات مهمة في التراث الكويتي والإرث العالمي.

وأشارت الجمعية إلى أن "المختصين بمختلف علوم الجيولوجيا في دولة الكويت يدركون أهمية هذا الموقع الفريد"، مضيفة أنه "من المؤسف أن يعلن أعضاء المجلس البلدي عن هذا التوجه دون استشارة أهل الاختصاص".

صخور المري

أكدت جمعية علوم الأرض أن الدراسات التي أجراها فريق بحثي حول منطقة البحره (التي تقع ضمن منطقة جال الزور) كشفت عن صخور حمراء داكنة تميل إلى اللون البني تشبه الصخور الموجودة على سطح كوكب المريخ، وأشارت إلى أنها قامت سابقاً بمخاطبة الجهات الرسمية لإدراجها ضمن برنامج مبادرة المتنزهات الجيولوجية التابع لمنظمة اليونسكو.

منطقة سياحية... وُجد فيها الإنسان منذ 10 آلاف عام

ذكرت الجمعية الكويتية لعلوم الأرض أنها سبق أن دعت لإدراج منطقة "جال الزور" ضمن خارطة موسعة للسياحة الجيولوجية، محذرة من أن تحويلها إلى منطقة تخييم يعرضها لممارسات بشرية تؤدي إلى الإضرار بها وبقيمتها التاريخية والجيولوجية.

وبينت أن المنطقة يعود تاريخ الوجود البشري فيها الى أكثر من 8 آلاف إلى 10 آلاف عام وهي حقبة الحضارة العبيدية، وتمتد من المطلاع إلى رأس الصبية، و تعد من أبرز المعالم الجيولوجية في الكويت، نظراً لاحتوائها على منكشفات صخرية متميزة غير موجودة في أماكن أخرى.