الأربعاء 16 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أيهما أفضل... الحظ أم القداسة؟ وواقع حال بعض العرب
play icon
الأخيرة

أيهما أفضل... الحظ أم القداسة؟ وواقع حال بعض العرب

Time
الأربعاء 05 يونيو 2024
View
160
أحمد الجارالله
حديث الأفق
  • ليثبت الملك أن الحظ أهم، ألبس الحمّال الحرير وجعله وزيراً
  • المستشار جعل الحمار قديساً حين قال إنه كان يحمل الأنبياء

من العِبر المتداولة على ألسنة الناس عن جعل البعض قديسين، ثمة حكاية من ملك أرهقه التفكير في ما هو أفضل الحظ أم القداسة، الى حد لم يصبر على شروق الشمس كي يعرف الإجابة، فأرسل حارسه الخاص لإحضار أحد مستشاريه في ساعة متأخرة من الليل.

جاء المستشار، وقد ظهرت عليه ملامح الخوف والهلع، فقد ضرب أخماساً في أسداس لما يريده مولاه في هذا الوقت المتأخر، وحين مثل بين يديه، قال الملك بصوت مرهق: "اسمع أيها المستشار، لقد اخترتك من بين مستشاريّ لأنني أعرفك الأرجح عقلاً وأشدهم ذكاءً".

فقال له المستشار، وهو ينحني له إجلالاً: "ألف شكر يا مولاي، وإن شاء الله سأكون عند حسن ظنك".

قال الملك، بعدما اتكأ على عرشه: "أتعلم أنني لم أنم ليلتي، لأن هناك سؤالا يُؤرقني، وأريد منك إجابة تستند إلى دليل قاطع".

أضاف: "قل لي أيهما الأفضل، الحظ أم القداسة"؟

فأجاب المستشار دون مقدمات: "القداسة طبعا يا مولاي"، فضحك الملك، وقال: "سأدحض رأيك بالدليل، أو تثبت لي رأيك وبالدليل".

وافق المستشار، وفي صباح اليوم التالي خرج الملك إلى أحد الأسواق، وأخذ يتأمل في وجوه رعيته حتى رأى حمّالاً بائساً جداً، فأمر حراسه بأن يجلبوه إلى قصره، وأن يطعموه ويلبسوه الحرير، ثم جعله وزيراً، وأمر بإدخاله إلى مجلسه.

فاندهش المستشار عندما رأى الحمّال وقد أصبح وزيراً، وقال الملك: "أيهما الأفضل الآن، الحظ أم القداسة؟".

فأجاب المستشار: "أعطني فرصتي يا مولاي لأثبت لك أن رأيي هو الأصح، وذهب إلى السوق وأخذ يتأمل، فإذا به يرى حماراً هزيلاً ومنهكاً من التعب، فاقترب منه وأخذ يتحسّسه ويتلمّسه، فيما من في السوق ينظرون باستغراب حتى تجمهروا حوله.

فقال: "يا أيها الناس، أتعلمون أن هذا الحمار طالما حمل على ظهره أنبياء الله، فقد ذكر وصفه في الكتاب الفلاني نقلاً عن فلان بن فلان".

وما هي إلا لحظات حتى أصبح الحمار الأجرب مزاراً، وملئت أذناه نذوراً، وأخذ الناس يتباركون به.. فهذا يُطعمه، وذاك يغسل حوافره، وهذه تأخذ شعرة منه لتتزوج، وتلك تمسح مؤخرته لترزق بطفل، ثم أسكنوه في بيت نظيف، وعينوا له خدما. وأخذ الحمار يسرح ويمرح في أي مكان، ويأكل ويشرب من أي بيت، والكل يقدسه ويتبرّك به، وكل ذلك كان يجري على مرأى ومسمع الملك.

بعدها عاد المستشار وسأله مليكه: "الآن، أيهما الأفضل"؟ فطأطأ الملك رأسه مبتسماً.

فقال المستشار: "أتعرف الآن يا مولاي ما الفرق بين الحظ والقداسة"؟

أضاف: "أنت يا مولاي ألبست هذا الحمّال ثوب المال والعافية والسلطة، وهو ثوب زائل تستطيع سلبه إياه، أما أنا فقد ألبست هذا الحمار ثوب القداسة، لعمري هذا الثوب لا يمكن أن يسلبه منه أحد… حتى أنت يا مولاي".

نكشات
  • الحمد لله لنا رب إذا أُغلقت الأبواب لا تغلق أبوابه.
  • هند بنت أبي ربيعة، زوجة "أبوسفيان" قالت: "الحاكم من استبد"، أي من حكم بحزم وقوة.
  • دمروا كل جميل في بلدنا، إنهم أصحاب المصالح والباحثون عن النفوذ والسلطة.
  • مطلوب من وزير الصحة التفتيش في سير العمل بالمستشفيات، خصوصا مستشفى الطب النفسي، وأراهن على أن وزراء الصحة منذ أربعين عاما ما زاروا المستشفيات، ولا يدرون ماذا يجري فيها، خصوصا في صرف الأدوية.
  • اثنان لا يهجعان ولا يستريحان، صاحب المال الكثير وليس له خازن أمين، والشديد المرض ولا طبيب له.
  • الشيخوخة تسلب الشباب والبهاء، والوجع ينحل الجسم، وينزف الدم، والغضب يفسد علم العلماء والحكماء.. والهم ينقص العقل، ويزيد الحسد، والبرد يضر، والجوع والعطش يجهدان كل شيء، والموت يفسد جميع البشر، والدول يدمرها انتشار البخل والحسد فيها، وفضح عورات الناس، وبلاغة الشف، كما يقال عندنا، لذا لنشغل أنفسنا بالمفيد، وما لنا ومال الغير.
  • ما من ظالم إلا وسيُبلى بأظلم، والظالم أمام رب ليس بظلّام للعبيد، والله مع الصابرين.
آخر الأخبار