بداية نبارك لسمو الشيخ صباح الخالد تزكيته ولياً للعهد، ونيله ثقة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، ونسأل الله له التوفيق والسداد، لما فيه صالح البلاد والعباد، وأعانه الله على حمل هذه الأمانة.
صدور الأمر بتزكية سمو الشيخ صباح الخالد ولياً للعهد فيه الكثير من الجوانب التي يجب الوقوف عندها، والتأمل فيها.
أولاً- بصدور هذا الأمر الأميري فتحت آفاق أوسع في مجال تزكية ولي العهد وفقاً للمادة الرابعة من الدستور، وكان بمثابة رد على رأي وضع صورة أن ولاية العهد، وهي الطريق التلقائي لتولية منصب الإمارة حكر على فئة معينة ليرسي ممارسة فعلية لنص المادة الرابعة، والتي أعطت الأمير مجالا أوسع مما هو متداول في الرأي العام.
ثانياً- وضع هذا الأمر الأميري قاعدة وهي أن منصب ولاية العهد ليس منصبا طموحا، وأنه تكليف عظيم، ومن ثم هذا المنصب يأتي إليك لا ان تذهب اليه.
ثالثاً- أوضح هذا الأمر الأميري مدى القوة التي يتمتع بها صاحب السمو، حفظه الله، في اتخاذه للقرارات، ومدى تمسكه بأحكام الدستور، فلا تردد في اتخاذ سابقة طالما لا تخالف أحكام الدستور، ليرسم لوحة جميلة تبث روح التفاؤل، بعد فقدان الأمل.
رابعاً- ان أكثر من يتمسك بأحكام الدستور هو صاحب السمو، وهذا واضح من الالتزام بالمواعيد الدستورية لتزكية ولي العهد، فكان القرار دستورياً في اجراءاته، راسخاً في مبادئه.
مما تقدم فإن من الواضح أن القرارات المهمة في الدولة تحتوي على عنصر المفاجأة، لكنها مفاجأة مفرحة وإيجابية، وذلك طبيعي لأن فيما سبق كان الاحباط واليأس قد تمكنا من الكثير من المواطنين، الذين كانوا كمن هم داخل دائرة والصراعات السياسية تحيط بهم من كل حدب وصوب.
ولي العهد هو الساعد الأيمن لصاحب السمو، ومن الجميل أن نشاهد سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الساعد الأيمن لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح.
الكويت هي البقاء والوجود، ليست جملة يرددها صاحب السمو، إنما هي إيمان راسخ ومبدأ ثابت.
يا ليت كل قرارات إدارة الدولة رغبات سامية، فقد سئمنا من التصعيد السياسي، والتهديد بالاستجوابات، وبدأنا نشعر أن القادم جميل.
محام، كاتب كويتي