مبادئ أساسية لحياة هادِفَة وذات معنى

حوارات

"وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا"(القصص 77).

يوجد وراء كل سلوكٍ بشري مبدأ أساسي يرتكز عليه، وسواء كان هذا المبدأ فطريًّا أو مكتسبا، فهو بشكل أو آخر يتحوّل كلاماً وتصرّفات شخصية على أرض الواقع، قد تؤدي الى الفشل، أو النجاح في الحياة.

ومما أعتقد أنها مبادئ أساسية تُؤَسِّس لحياة شخصية هادفة، وذات معنى في عالم اليوم، وتصنع خصوصا وقائع حياتية إيجابية، نذكر ما يلي:

-اتِّباع النهج الحياتي الوسطيّ: الوسطيّة كلها خير، فالتوسّط في كل الأمور الحياتية يحافظ على الاتزان العقلي والصحّة النفسيّة.

وما يتجاوز حدود ما يعتبره عقلاء المجتمع منطقيّاً لا يأتي منه خير، وإذا تمكّن المرء العاقل من التحكّم بردود فعله أصبح أكثر فعاليّة في حلّه للمشكلات التي يواجهها، وأكثر قدرة على التعامل الفعّال مع الضغوط النفسيّة التي يتعرّض لها، واتِّباع النهج الحياتي الوسطيّ هي السمة الأبرز لمن يستوعبون الحقائق والقوانين الحياتية الثابتة.

-القابليّة للتكيّف مع المتغيِّرات البيئية: تنبع حالات القابليّة والاستعداد النفسيّ للتكيّف مع الظروف، والمتغيّرات البيئية المختلفة، من إدراك العاقل أنّ الصفة الأهم للحياة الإنسانية هي التَغَيُّر الدائم، فطوبى لمن تكيّف وتأقلم وتَواءم مع بيئته المحيطة قبل أن تُجبره الحياة على فعل ذلك، والبقاء في عالم اليوم للأسرع تكيُّفا مع العصر.

-الروابط البنّاءة مع الآخرين: التعامل البنّاء مع الناس في كل بيئة اجتماعية، وكثرة المعارف والأصدقاء، وتكوين علاقات إيجابية خارج نطاق البيئة الاجتماعية الخاصّة تضيف رونقاً إيجابيّاً الى حياة الفرد العاقل، و"المؤمِنُ الذي يُخالِطُ الناسِ ويَصبِرُ على أذاهُمْ، أفضلُ من المؤمِنِ الَّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ ولا يَصبرُ على أذاهُمْ" (حديث شريف).

-ضبط النفس والتحكّم بالهوى تقود الى حياة ناجحة: السبب الأبرز لوقوع الأخطاء السلوكيّة يتجسّد في عدم ضبط الانسان لنفسه، أو بعبارة أخرى، عدم تحكّمه في هواه الإنساني المتقلّب، وقال ابن عطاء الله السكندري: "إذا التبس عليك أمران فانظر أثقلهما على النفس، فانه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا".

كاتب كويتي

@DrAljenfawi