حوارات
يُقصِّر الوالدان في الإيفاء بمسؤولياتهم الأخلاقية تجاه أبنائهم عندما يهملونهم، ولا يوفون بشكل مناسب بواجباتهم الأسرية تجاههم، وبالطبع، توجد مصطلحات أدقّ من مصطلح "التَّقْصِير"، لكنني اخترت الأخير كنوع من التلطيف اللغوي، ولأستعمله كمظلّة تتدلىّ منها ممارسات أسريّة تربويّة سلبيّة، يمكن معالجتها بشكل فعّال.
ومما أعتقد أنها بعض علامات تقصير الوالدين تجاه أبنائهم في عالم اليوم، وكيفية الإيفاء بالمسؤوليات الأسريّة الأخلاقيّة على أكمل وجه (حقوق الأبناء على والديهم،) نذكر ما يلي:
- عَلاَمات تقصير الوالدين تجاه الأبناء: لا يحقّ لأي من الوالدين السعي الى استنساخ شخصياتهم، وتفضيلاتهم، واختياراتهم الحياتيّة الخاصّة في عقول وقلوب أبنائهم، بسبب أنّ هذا الاستنساخ السلبي سيمنع الابن والابنة من تكوين شخصياتهما المستقلة التي تتناسب مع اختياراتهما الذاتيّة.
ومن علامات التقصير الأسري، محاولة تلقين الطفل أفكارا وشعارات، وتحيّزات قبلية، أو طائفية، أو فئوية تميزيّة عن طريق تكرار استعمالها أمامه، وإهماله من دون مراقبة في العالم الخارجي، وهو لم ينضج نفسيّا بشكل مناسب.
وعدم التدخّل لحمايته قانونياً عند تعرّضه للتنمّر في المدرسة، وقضاء الوالدين أغلب أوقاتهما في الدواوين، أو في زيارة الأقارب أو الأصدقاء، وفي التفرّج على واجهات المحال في المجمّعات التجارية، بينما يُترك الطفل وحده في المنزل، أو مع المساعدين المنزليين.
وعدم تعليمه المهارات، الفردية والاجتماعية، الضرورية (مهارة التواصل الفعّال مع الآخرين، وحماية النّفس من الاستغلال، وكيفية التعبير عن النّفس، وتنظيم الوقت والأولويات)، وإهمال الوالدين أو أحدهما، أو رفضهما أحيانًا، تعلّم وسائل التربيّة الأسريّة الفعّالة والإيجابيّة، والانشغال المرضي بالهاتف النقّال، وإستعمال الأبناء كأدوات للتّنفيس عن الغضب، والضغوط النفسيّة، التي لا علاقة لهم بها إطلاقا.
-حقوق الأبناء على والديهم: الأبناء أمانة أخلاقية، ومسؤولية قانونية، في أعناق والديهم حتى يبلغوا سن الرُشد (إحدى وعشرون سنة ميلادية كاملة وفقاً للقانون الكويتي)، والإرشاد والتوجيه السلوكيّ المستمر لمن هم دون سن الرشد.
وتوفير الحياة الكريمة للأبناء، وحمايتهم من اقران السّوء، ومن التجنيد الحزبيّ، والقولبة القبليّة، والأدلجة الطائفيّة، والتنميط الفئوي التمييزيّ، وتعليمهم الاعتماد على الذات، والدفاع عن النفس.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi