حوارات
يَتِم التجنيد الأيديولوجي للأفراد، لا سيما صغار السن (النَّشْء والشباب) في المجتمعات التقليدية والمحافظة لخدمة طُغمة أيديولوجية سريّة من أصحاب الأجندات السياسيّة الخفية، الذين تتعارض مصالحهم الأيديولوجية مع المصالح الوطنية، عن طريق تعليم، وتلقين الضحايا عقائد فكريّة، ورؤى سياسيّة محددّة ترتبط بأيديولوجيات حزبيّة، أو قبليّة، أو طائفيّة، أو سياسية مدمِّرة تتناقض مع الانتماء والحسّ الوطني.
وبهدف تنفيذ أجندات غامضة (مصالح خفيّة)، يمكن أيضاً وصف عملية التجنيد الفكريّ لصغار السن والنشء والشباب بالأدلجة الخارجيّة.
ومن بعض أساليب التجنيد الأيديولوجي، وكيفية حماية فئات النشء والشباب منها، نذكر ما يلي:
-أساليب التجنيد الأيديولوجي: يستعمل بعض الحزبيّين، المتخفّين خلف أقنعة التديّن المزيّف، كل أنواع التأثير النفسيّ لتجنيد مزيد من الأتباع لأحزابهم ذات الأهداف السياسية البحت.
ومن هذه الأساليب، على سبيل المثال، ما يمكن وصفه بالتطويع النفسيّ، متمثّلاً بالقطع التدريجي للعلاقات الطبيعية للضحيّة ببيئاته، الأسرية والاجتماعية، واستبدالها بعلاقات متينة مع الخليّة الأيديولوجية السريّة، وتعويده على الإذعان لأوامرها، وتكييفه نفسياً لقبول أفكار ورؤى الأيديولوجيّة، وغسل دماغه وترسيخ هويّة أيديولوجيّة محددة في عقليه، الواعي والباطن، لكي يصبح ضحية التجنيد الحزبيّ، مع مرور الوقت، نسخة طبق الأصل للضحايا الذين سبقوه.
-حماية النشء والشباب من التجنيد الأيديولوجي: تتمّ مكافحة التجنيد الأيديولوجي عبر المنع التام لاستعمال دور العبادة كمقرات لتجنيد النشء والشّباب، لخدمة أجندات سياسيّة خفيّة، وبنشر التوعية عن هذا المرض الأيديولوجي في المدارس والجامعات.
وبتكثيف الدورات التعليمية الحكومية لمقاومة الاستغلال، وعن الاستقلالية الفكريّة، وعن الانتماء والحسّ الوطني والمواطنة الصالحة تحت رعاية المؤسسات التعليمية الحكومية.
والتطبيق المكثف والمستمر لقوانين حماية الطفل من الاستغلال في المجتمع، وبالتنظيف المستمر للمؤسسات العلمية الوطنية من العناصر الأيديولوجية الحزبيّة، وربما إعادة تأهيل بعضهم إذا كان ذلك فيه صالح الوطن.
وبنشر نظام الجدارة في المجتمع، وبمكافحة الحسابات الوهمية في شبكات التواصل الاجتماعي، وبتخفيض معدَّل البطالة في المجتمع، وبصدِّ الغزو الأيديولوجي الخارجي بشتَّى الطرق، وفرض رقابة على المنظمات والمؤسسات غير الحكومية التي تتلقى دعماً خفياً من جهات خارجية، فلعل وعسى.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi