زين وشين
لا شأن لي بما يقوله ويرويه "كذبة" تاريخ العراق عن تاريخهم، وثوراتهم، ودمويتهم، وسحل وقتل ملوكهم، ورؤسائهم، وتسلط بعضهم على بعض، وتصفيقهم لمن غلب!
فكذبهم لا حد له، وقديما كنا نقول "سرد عراق" دليل عدم المصداقية، الى درجة ان كل مؤرخيهم ومدعي التاريخ كلهم اصبحوا شهود عيان لحقبة لم يعاصروها، منذ زمن الملكية حتى وقتنا الحالي.
يقول من سبقنا: "لا يصح إلا الصحيح"، ويقولون ايضا: "ان الكذب حبله قصير"، ومن هذا الكذب الذي لا يغتفر قول احد كذبة تاريخهم: ان الشيخ زايد التفت ناحية الشيخ جابر (رحمهما الله) وقال له: ليس لك إلا العراق لا بد من التصالح معهم، فقوة العراق قوة للخليج فلا تدمروا العراق"!
يحكيها المؤرخ الكاذب، وكأنما هو الشيخ الثالث الذي كان يجلس بين زايد وجابر، رحمهما الله!
للحقيقة والتاريخ نقول: إنه منذ الغزو وحتى تحرير الكويت لم يتكلم الشيخ زايد "رحمه الله" إلا عن تحرير الكويت، وعودة الشرعية الكويتية.
لكنهم لا يستحون من الكذب، فقد نسوا او تناسوا ان عراقهم العظيم حين فرغ من حربه مع ايران غزى الكويت، ولم يكتف بذلك، بل قسم دول الخليج وفق تطلعاته التوسعية، وكان يستعد لغزو السعودية، لكنه سقط في معركة الخفجي، فهل مثل هذا يؤمن له جانب، او يجلس معه الى طاولة واحدة للتفاوض؟
نظام دموي لا يعرف إلا لغة القوة، وحين خاف وعرف ان الله حق، سلم كل ما بيده لشوارسكوف في خيمة سفوان!
هذا نوع التفاوض الذي يعرفه نظامهم البائد، ولم يحدث نهائياً ان المغفور له الشيخ زايد نصحنا بالتفاوض المباشر، بل نصح طاغيتكم المقبور بالانسحاب من الكويت، وترك العراق، واللجوء إلى الإمارات، ولم يسمع الكلام!
اما تحرير العراق فقد كان لا بد منه، فقد كان يحاول تغيير نظام حكمنا، ثم حاول ضم الكويت إلى العراق، فهل من المعقول والمقبول ان نقف موقف المتفرج؟
هل نسي مزورو التاريخ ان امهات الاسرى والشهداء، ومن في حكمهم ممن ذاقوا الامرين من جراء الغزو، وماتوا وهم احياء تحت الاحتلال، لم يناموا مرتاحين الا بعد إعدام طاغية العراق؟
كذلك على هذا المزور ان يسأل نفسه: هل كان يملك حرية التعبير في عهد الطاغية، او كان يستطيع ان يفتح فمه؟
كفى قلبا للحقائق، واعلموا ان دولة الكويت واهلها الكرام لا يتركون ثأرهم...زين.