مساحة للوقت
الكارثة التي حلت فجر الأربعاء في منطقة المنقف، وادت إلى هذا العدد الكبير من الوفيات والمصابين نتيجة حريق "الفجر المروع" الذي كان احد أسبابه الجشع... ثم الجشع، وغياب الوعي والمسؤولية، الاجتماعية والأمنية، وكذلك نتيجة تراكمات متكدسة من المخالفات الجسيمة لعدد كبير من الجهات المعنية المزدوجة المسؤولية التي خلفت هذه الجريمة والكارثة الإنسانية.
لا شك ان حادثة "فجر المنقف" كشفت ايضاً التلاعب بالتركيبة السكانية التي عبث بها تجار الإقامات، والشركات الوهمية التي تتلاعب بسجلاتها التجارية، والصحية، والأمنية، والعمالية. وبالتأكيد وراء كل تلك الممارسات والمخالفات واسطات تقع على عاتق الجناة الحقيقيين الذين مرروا كل هذه الملفات والسجلات المخالفة للقانون، لذلك نقول إن "جريمة" حريق المنقف ستكون بمثابة خيط الدليل على الفساد والمفسدين الذين عبثوا بكل الوثائق، والقوانين، وطال عبثهم كل اركان المؤسسات الحكومية والخاصة، لذلك كان التكدس الاسكاني نموذجاً كشفه حريق تلك العمارة التي يقطنها اكثر من190 عاملاً وافداً، ربما البعض منهم مخالف للاقامة، ويتكدسون في هذا السكن المخالف أصلاً لاستيعاب هذا العدد.
من هنا تبدأ الملاحقة القانونية لكل الفاسدين المتورطين في ملفات فساد عمارة المنقف، وبالتالي يجب الحزم ايضاً، وملاحقة ملفات عمارات المهبولة والفنطاس، وكل المحافظات، وملفات الشركات والمؤسسات التجارية، وكذلك ملفات الجمعيات التعاونية، وجمعيات النفع العام، ومحاسبة الفاسدين الذين عبثوا بهذه الملفات، والتحقق من اسباب خلل التركيبة السكانية التي تضاعفت كثيرا بعدد السكان من المواطنيين.
نحن بالتأكيد يجب ان ندعم الحزم، وهذا العهد لتنظيف الوطن من كل الشوائب والعوالق التي افسدت علينا الحياة، وخربت وعبثت بنا وبكل القوانين والأعراف، وتستر عليها جشع الفاسدين، ومن يدعمهم.
من هنا يجب ان تكون "النفضة" شاملة، وتتعقبها كل الوزارات المعنية بالتركيبة السكانية لاعادة بناء المجتمع المدني، من خلال نفض غبار الفساد، والملفات التي عشش فيها العنكبوت "الاسود" السام، وبيد من حديد.
نضع يدنا مع يد وزير الداخلية ورجاله المخلصين، وقوة الإطفاء العام والدفاع المدني والإسعاف، الذين تابعوا من الميدان في ارض الكارثة الأليمة كل تفاصيلها، وندعو معاليه ونقول: يابوفيصل عساك على القوة، الكويت بأسرها تدعم حزمك وقيادتك، ورجالك، فأنت حقاً لها، بكل مصداقية وشجاعة، ونحن نحتاجك لتنظيف بلدنا من كل الملفات الفاسدة والمفسدة، التي بدأتها بملفات الهوية الوطنية التي طالتها يد الفاسدين والعابثين بقانون الجنسية، والتركيبة السكانية.
نعم "عمارة المنقف" دليل قاطع على الصحوة الوطنية التي يجب على عهد الحزم ورجاله المخلصين تتبعها، وعدم التدخل كي لا يعتقد الفاسدون انهم في مأمن من المساءلة، والتتبع، والمراقبة والمحاسبة.
حفظ الله الكويت من كل شر وسوء، وحفظ الله امننا بحفظه ورعايته، فهي بعهد أمير الحزم، وولي عهده الامين، ووقفة هذا الشعب الغيور، وحكومتنا الرشيدة، ستكون بإذن الله مصانة من كل النوائب والكوارث، إذا ما توافرت اليقضة والرقابة على كل ما يعكر صفو حياتنا، واستقرار الوطن، والله المستعان على كل الامور، والحمد لله الرحمة للموتى، والشفاء للمصابين بحريق عمارة المنقف.
والله من وراء القصد.
كاتب كويتي
[email protected]