حوارات
يقلّ عدد أخطاء الانسان في حياته عندما يُحكِّم عقله في أموره، وشؤونه الحياتية المختلفة.
وتحكيم العقل هو تفويضه لحلّ وتفسير ما يتعرّض له المرء من مشكلات، وتحديّات، أو معضلات، فكريّة وأخلاقيّة، تتطلّب التفكير العميق، والتأنّي في اتخاذ القرارات النهائية بهدف تفادي التأثيرات السلبيّة على الحياة الشخصية.
ولا يمكن وفقاً للمنطق أن يتوافق هوى الفرد (ميل نفسه الى الشهوة أو النفس الأمّارة بالسوء) مع ما يمليه عليه عقله، هذا بالطبع، إذا كان الشخص مكتملاً عقلياً وسوياً نفسيّا ومستقيما أخلاقيّا، و بِالتّالِي سوف يستفيد الفرد من تحكيم عقله في جميع الحالات، ومن بعض أساليب تعويد الذّات (تصوّرات الانسان عن نفسه) على تحكيم العقل وكبح الهوى المتقلّب نذكر ما يلي:
- تَدْرِيب النّفس على الانصات للعقل: يُدرِّب المرء نفسه على الانصات لما يخبره به عقله تجاه ما يجب عليه قوله، أو فعله في وقت، أو في مكان، أو ظرف معيّن، عندما يقوي صلته بالواقع المحيط به، وبتقوية وعيه الظرفي، والانصات بخاصة لشعوره الغريزي (رسائل العقل الباطن)، فهذا الأخير يحوي ما يجمعه ويفلتره العقل الواعي من حكم ودروس حياتية مختلفة، ومن ينصت لما يقول له عقله، أو يحذّره منه تقلّ أخطاؤه.
-كبح الهوى يقلّل الأخطاء: يقترب الانسان من "الصّواب السلوكيّ" عندما يفرض سيطرته على شهواته وميوله النرجسية التي تتعارض مع أولوياته ومصالحه الشخصية المنطقية.
ويمكن له إرغام هواه على الانصات لما يمليه عليه عقله عن طريق تجنّب الانقياد وراء أي كلام، أو تصرّف يكون أقرب لهواه من عقله!
-صعوبات وتحديّات تحكيم العقل: سيتعرّض أغلب الناس لمعضلات أخلاقية مختلفة في كل يوم في حياتهم، وسينجحون في تحكيم عقولهم تحت الضغوط النفسيّة الصعبة التي ربما يتعرّضون لها، عبر حرصهم على إحاطة أنفسهم بأشخاص عقلاء وأسوياء نفسيًّا، وبإختيار الأصدقاء الصالحون، وبتثقيف أنفسهم بشكل مستمر، وباكتساب مهارات التفكير النقدي، وبالتفكير خارج الصندوق، وبالمقاومة الواعية ضدّ الغفلة وسهولة التصديق، وكبح الانبهار بالمظاهر الخارجية وبالكلام المُنمّق وبسلوكيّات التملّق (التودّد الكاذب).
كاتب كويتي
@DrAljenfawi