في منطقنا العربية، وتحديدا الخليج، لا نُعاني من حرارة الشمس، والطقس الحار فقط، بل بحرارة الاحداث واليوميات الساخنة، والمُشاهدات المُرعبة من غزة الى لبنان، ومن ايران الى اليمن، ومن سورية الى العراق وليبيا، ولا تخلو منطقتنا من آثار سلبية جرّاء الحرب الروسية الأوكرانية!
في الكويت، اعلن سمو الامير "تزكية" ولي العهد، وقبلها حلّ مجلس الأُمة، واصدر العديد من القرارات التي يسعى من خلالها الى النهضة بهذا البلد العظيم، ورجالاته وشعبه الكريم، وان تكون الكويت في مسار صحيح تستطيع خلال السنوات المقبلة ان تواكب النهضة مع اخواتها دول "مجلس التعاون" الخليجي، وان تنطلق في مسارات اقتصادية تجعل من ثرواتها، البشرية والطبيعية، في افضل حال.
الكويت تملك ثروات بشرية ومعدنية، وثروات طبيعة، ولديها طموحات كبيرة في ان تكون في مصاف الدول في التقدم، والنهضة، والعمران، والازدهار.
وهي قادرة على ذلك والآن ـــ ولله الحمد ــ بفضل التوجيهات والقرارات الأخيرة التي تصب في مصلحتها هي وأهله، سنرى خلال السنوات المقبلة هدوء العاصفة، وانحصار البوصلة في الكويت في اتجاه واحد هو النهضة والمشاركة الفعلية من كل الاطياف في هذه التغييرات الإيجابية، وان يكون الهدف واحد والطريق واحد، وان تتسم محاورات ومناقشات الديوانيات في هذا الاتجاه، وصوب الكويت ونهضتها، والنهوض بها، لا أن تكون نقاشات سياسية عقيمة عفا عليها الزمان، واندثرت من الوجود، ونقاشات عقيمة لا فائدة منها.
الآن نحن في مرحلة جديدة، وسنوات مقبلة ستكون عظيمة للكويت، وأهلها، وبإذن الله سنرى في القريب العاجل اثر هذه القرارات على الجميع، ولن يكون الصيف السياسي ساخناً في الكويت كما هو طقسها.
صيفنا ساخن في المنطقة اذا استمرت ايران في تصدير الثورة والأفكار الايديولوجية، وفي مُعاندة شعوب المنطقة، وحكامها الرامين الى معالجة الاحداث السابقة بعقلية، وتأنِ، ويسعون للصالح العام، والمنطقة وشعوبها.
ايران لا تزال تُكابر، وقد انتهجت اخيراً أساليب اضرت بمصالح المنطقة، وضربت بها عرض الحائط، واستمرت في نهجها القديم رغم ان مقتل رئيسها إبراهيم رئيسي يُعتبر معاناة للشعب والحكومات التي تسعى الى الانطلاق نحو التغيير الإيجابي والسير مع المنطقة، ومصالح الشعوب.
الا ان ايران فعلت عكس ذلك كله، ورُبما خلّف مقتل الرئيس ما خلفه من انتهاكات إيرانية مقبلة، ورُبما اعادت ما بدأه الرئيس السابق، ووزير خارجيته من بث روح السلام والطمأنينة النسبية للخليج وأهله.
الا ان ايران رُبما تعاود الماضي العنيف بانتخاباتها المقبلة، وعودة الروح الخُمينية الرافضة لمد يد السلام للمنطقة، بل الزيادة في دعم الميليشيات في اليمن ولبنان، والعراق وسورية وغيرها، وهذه هو النهج الإيراني المُتعمّق من الدروس الخمينية، والتعليمات الخمينية، ودستوره.
فمتى يكون صيفنا العربي ـ الخليجي هادئاً، واقل حرارة في كافة الأصعدة؟
كاتب سعودي