الاثنين 12 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طارق ادريس
كل الآراء

غزة... هيروشيما وناغازاكي

Time
الثلاثاء 18 يونيو 2024
View
50
طارق ادريس
مساحة للوقت

آخر المطاف خطة جديدة لانهاء الحرب على غزة من ثلاث مراحل، أعلنها الرئيس الأميركي على انها مقترح اسرائيلي لكن "مصاص الدماء" رئيس وزراء إسرائيل، ومن على شاكلته من مجرمي الحرب الذين انكروا هذه الخطة، فمن نصدق ومن نكذب؟

الغريب ان الخطة تتحدث عن إعمار غزة في المرحلة الثالثة، بعد الدمار الكامل للقطاع، وكأننا نشهد كارثة "هيروشيما وناغازاكي" من جديد، والامر المؤلم أن خطة الإعمار هذه كانت مرحلة من مراحل "مؤتمر أوسلو" في التسعينيات، والتي بدأت مع خطوة "غزة اريحا" أولا ثم خطوة شرق اوسط جديد!

هذا التلاعب السياسي الذي استمر أكثر من 34 عاماً، ولا نزال ننتظر خططا جديدة، رغم أن العالم الغربي اليوم فهم الكذب السياسي حول القضية الفلسطينية، لان حرب الإبادة في غزة كشفت كل الأقنعة عن اهداف كل تلك الخطط، التي لم تحقق للشعب الفلسطيني سوى الدمار والظلم، الذي جعل دول العالم في أوروبا وآسيا وأفريقيا والأميركتين تسارع الى قرار فرض الاعتراف الدولي والسياسي بدولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.

ووقف الشعوب والبرلمانات والحكومات مع الشعب الفلسطيني لنيل الحرية والاستقلال، وتحقيق العدالة والمساواة الإنسانية،

بل دعمت منظمات، دولية وإقليمية، كل هذه المواقف وانتصروا لحرية وتحرر فلسطين وشعبها من هذا الاحتلال البغيض.

هنا نتساءل: هل خطة الإعمار تعني براءة الكيان الصهيوني من جرائم الحرب والدمار الذي لحق بغزة وإعفاءه من تعويضات حرب الإبادة الجماعية، والدمار الشامل للبنية التحتية التي شملت كل القطاع، أم المقصود من الخطة تعويض الكيان الصهيوني الخسائر التي تكبدها نتيجة الحرب التي بدأت من 7 أكتوبر الماضي، ولا تزال مستمرة؟

لا شك ان الدول العربية كلها، يجب عليها فحص كل التفاصيل الدقيقة في هذه الخطة، ومراحلها الثلاث حتى لا نترك قطر ومصر الثنائي المفاوض من دون دعم حقيقي سياسي، في ظل كل هذه الظروف والتحديات الراهنة.

اما مرحلة "اعمار غزة" بالتأكيد يتحمل مسؤوليته العالم بأسره، وفرض عقوبات مالية على الكيان الصهيونى، وكل الداعمين للعدوان.

لا شك إذا كانت هذه الخطة بمراحلها الثلاث تدعم في نهاية المطاف اعترافاً كاملاً بقيام دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية، وانهاء الاحتلال وفرض السلام على مبدأ خطوة الاعتراف بالدولتين، فيجب أن تكون منظمة الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي والأفريقي، وكل التنظيمات القارية الدولية شهود على إتمام هذه الخطة بمراحلها الثلاث، وما يتبعها من تصديق على حرية واستقلال فلسطين، والاعتراف بها اعترافاً كاملاً، بانضمامها، ونيل مقعدها الدائم عضواً في منظمة الأمم المتحدة، وباعتراف دولي ورسمي بمن فيها دولة الكيان الصهيوني!

اللهم نسأل النصر المؤزر للشعب الفلسطيني الشقيق، والرحمة لشهدائهم الابرار، والشفاء للجرحي والمصابين جميعاً، ونسألك اللهم الفرج والكشف عن رفاة اسرانا الشهداء المفقودين في العراق اللهم آمين.

كاتب كويتي

[email protected]

آخر الأخبار