حوارات
يُنسب بيت الشعر عنوان المقالة الى أحد كبار الشعراء الجاهليين، وسياقه هو التالي: "مَن كانَ ذا عَضُدٍ يُدرِك ظَلامَتَهُ، إِنَّ الذَليلَ الَذي لَيسَت لَهُ عَضُدُ، تَنبو يَداهُ إِذا ما قَلَّ ناصِرُهُ، وَتأنَفُ (أو يُمنع) الضيمَ إِن أَثرى لَهُ عَضُدُ".
وتشير الظَلاَمة الى ما تمّ أخذه بالباطل، و"تَنبو" أي تضعف أو تعجز اليد، و"أثرى" المرء إذا كثر معاونوه، وهو من شعر الحكمة الذي يساوي في قيمته، الأدبيّة والفكريّة، الأمثال العربية القديمة مُحكمة البنيان ودقيقة المعنى.
والعضد هو الانسان الذي ينصر أخاه، أو ابن جلدته، ويغيثه وقت حاجته.
ومن بعض أفكار ووسائل اكتساب مزيد من الأعضاد في عالم اليوم المضطرب، والذي أصبح، وفقاً لوجهة نظري المتواضعة، مشابهاً في بعض صراعاته ونزاعاته، ومفاجآته الكارثية لما كان عليه أوضاع بعض العرب المُهَمَّشين قبل الاسلام، نذكر ما يلي:
- الذَّلِيل في عالم اليوم من لَيْسَتْ لَهُ عَضُدُ: الذّليل لغويًّا هو الضعيف، والمُستخفّ به عند الغرباء بسبب ابتعاده عمّن يتشارك معهم في القيم والمبادئ، والأهداف المصيريّة، أو بسبب اغترابه، الإختياري أو القسري، وهو من يسهل على أعدائه أخذ حقّه منه بالباطل.
تقوية العلاقات مع أبناء الجلدة: يشير مصطلح "أبناء الجلدة" في هذه المقالة الى أبناء الجلدة الدينية، أو الثقافية الواحدة، أو الأقربين أو أبناء الوطن الواحد، ويستطيع العاقل تقوية علاقاته معهم عن طريق التقارب معهم، وإعادة التآلف معهم إذا وجد ذلك ضرورياً، وربما إعادة تأكيد انتمائه إليهم، أو إعادة تشرّب تقاليدهم.
وربما التطابق نفسياً معهم وفق انخفاض أو ارتفاع شعوره بالاغتراب في البيئة المحيطة به، فلا بديل لهذه الأمور في عالم اليوم الذي يمر حاليًّا بمرحلة تَشْظِية متعمّدة.
-كثرة الأعضاد ليست من التَّعَصُّب: سعي الأريب الى تكثير عدد أعضاده فيه فوائد لا تحصى، ولا علاقة لهذا السلوك الايجابي، وفقاً لرأيي الشخصي، بالتعصّب، أو التطرّف، أو التحيّز السلبيّ بسبب انسجامه مع الطبيعة البشرية، وبهدف لمّ الشّمل أو لإعادة الترابط (الاجتماع بدلاً من التفرّق)، فلا تكن بلا عَضُدٍ تربت يداك.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi