الخيرون دائما لهم النصيب الاكبر من محبة الله عز وجل، ولقد قال عنهم سبحانه تعالى: "هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، لانهم قدموا سلفا الاجر الذي يؤجرون عليه، وهكذا كانت خاتمة الاخت العزيزة عنايه علي عبدالعزيز العمر.
فهذه الراحلة العزيزة علينا، انا واسرتي، وعلى كل من عرفها، كانت تترجم الرحمة بالفعل، وليس قولا فقط، تقدم الخير باليمنى، ولا تعلم يسراها ذلك.
صحيح ان الرحيل صعب، ومؤلم لكل افراد الاسرة والمعارف، والاصعب منه الفراغ الذي يحدثه في المكان والزمان، وبين المحبين، لكن دائما العزاء هو ان الذكرى ملح العزاء، وما تركه الراحلون يدفع الى الاستمرار في اعمالهم، وذلك يخلدهم.
عزاؤنا الكبير الى الاخ العزيز عبدالمحسن سليمان المشعان على فقد زوجته البارة الخيرية، والعزاء موصول الى جميع افراد عائلتها الكريمة، بل هو عزاء لنا لاسرتي اذ وجدنا من الراحلة كل الدعم والمحبة عندما فجعنا برحل وحيدنا ابني مساعد الى رحاب الرفيق الاعلى، حيث اليوم ترقد هذه الفاضلة، وكأنها تكون رفيقة واماً ثانية لابني مساعد في الدار الاخرة.
لا شك ان النهايات خير دليل على ما تركه الانسان في دنياه الفانية، ليلاقي رباً رحيماً جزيل العطاء لمن اعطى وسد الحاجات، وأقال العثرات، وبلسم الجراح في قلب انثلم بحدث عظيم، فهذا الذي قدم كل الخير، له ايضا اجره الكبير.
لقد صعقنا خبر رحيل الاخت العزيزة عنايه العمر، فهي كانت خير معين لنا في مصابنا الجلل، لكن العزاء الوحيد انها ختمت رحلتها في هذه الدنيا بكل الخير، بل الخير الاعظم، فقد توفيت بعد ختم مناسك الحج والوقوف بعرفة، اي انها عادت كما ولدتها امها، حاملة معها افعالها الخيرة، ومحبتها، وقد دفنت في اطهر ارض في مكة المكرمة، حافظة للقرآن الكريم، حريصة على العلم الشرعي، ولهذا فإننا نحسبها من الصالحين، فهنيئاً لها على هذه الخاتمة، ونسأل الله العزيز الحكيم ان يلهم ذويها الصبر والسلوان.
وليد ادريس... الطبيب لاقى ربه محرماً
في موسم الحج هذا العام فقدنا، ايضا، صديقاً عزيزاً، افنى حياته لخدمة اهله وبلده، وكان يؤدي واجبه الوطني مع فريق الخدمات الطبية الكويتية المرافق للحجاج الكويتيين، وهو الدكتور وليد ادريس الذي قابل ربه محرماً، وهذا الرجل الذي فجعت به بعثة الحج، كما فجع كل من عرفه، كان دمثاً، متفانياً في واجبه، وهو ايضا مقدم صورة الطبيب الذي يؤدي واجبه على اكمل وجه مرضاة لربه.
احر التعازي لاهله وألهمهم الله الصبر والسلوان.
في هذا الحج فقدنا علمين كويتيين، وقد صلينا عليهما في رحاب مكة المكرمة، لانه كما اسلفنا، الخيرين دائماً لهم النصيب الاكبر من محبة الله عز وجل.