زين وشين
جزيرة العرب على امتدادها الجغرافي، الذي يشمل جميع دول الخليج العربية، ارض مباركة بعث فيها الحبيب المصطفى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهبط فيها جبريل (عليه السلام) حاملا رسالة السماء لأهل الأرض.
ومنها انطلقت الفتوحات الإسلامية لنشر الدين الحنيف في جميع اصقاع الارض، وفيها بيت الله الحرام قبلة المسلمين الذي تقصده الملايين، ما بين حاج ومعتمر.
هذه الارض المباركة فيها سر خفي لا يعلمه إلا الله سبحانه، والسر في حرارة صيفها الشديدة جداً قياساً على بقية اجزاء المعمورة.
نقول ان هذه الارض مباركة، والكويت الحبيبة، حفظها الله، جزء لا يتجزأ منها، ففي الصيف الماضي أعلن تسجيل اعلى درجة حرارة في العالم في صحراء شمال الكويت، صحراء "مطربة"، حيث سجلت درجة حرارة غير مسبوقة قاربت الستين درجة مئوية.
رغم ذلك كانت برداً وسلاماً علينا بفضل الله، عز وجل، فلم تتوقف الحياة في الكويت، والأمور تسير بشكل طبيعي، فالموظف في دوامه، والبياع يبيع في محله، والمشتري يشتري رغم حرارة الجو!
في اوروبا حين جاوزت درجة الحرارة الثلاثين درجة مئوية توقف كل شيء عندهم الى درجة سجلت معها وفيات نتيجة الحر، الذي اسموه حرا شديدا، وعندنا نعتبره ربيعياً!
حين نقول ان ارضنا مباركة فإن اي نسمة هواء، حتى وان كانت من رياح السموم، كفيلة بتلطيف الجو الحار، او ان أجسامنا تكيفت مع الحر الشديد على العكس من اوروبا التي يهجم الناس فيها على البحيرات والنوافير، يستحمون فيها بآلالاف هرباً من الحر الشديد، الذي يعتبر عندنا جوا معتدلا!
حتى ان اي موجة حر تمر بهم كفيلة برفع مستوى الوفيات بشكل لافت للنظر.
نحمد الله سبحانه حمداً كثيراً طيباً مباركاً على نعمة الكويت حفظها الله من كل شر ومكروه، فنحن نعيش بنعمة نحسد عليها، وحر الكويت كله خير بخير، فلا توقف عمل، ولا اغلقت جمعية تعاونية، ودواوينها شغالة ليل نهار، ولا أصيب مواطن ولا وافد بضربة شمس.
هذا من فضل ربي على هذا البلد واهله، فحين نتحدث للاوروبيين، او حتى بعض العرب عن درجة حرارة ديرتنا يتصورون اننا نضع "قالب ثلج" على رؤوسنا، ونحن نسير في شوارعنا، بينما نحن نمارس حياة طبيعية، ولعل السر في بركة ارض جزيرة العرب…زين