حوارات
كما يوجد جهاز مناعة في الجسم يحمي الانسان من الفيروسات والالتهابات، وتتم تقويته عن طريق تناول الطعام الصحيّ، يوجد أيضا جهاز مناعة نفسيّة يحميه من الفيروسات والالتهابات، والعدوى السلوكيّة والنفسيّة التي يتعرّض لها في حياته الخاصة من الخارج.
ومن بعض أساليب تقوية المناعة النفسيّة في عالم اليوم، نذكر ما يلي:
- التَّدَرُّب على تحمّل الضغوط النفسية، والتعامل الفعّال معها: يستطيع الفرد تدريب نفسه على التعامل الفعّال مع الضغوط النفسية المختلفة عبر تطوير قابليته للخروج من مناطق راحته النفسية، والتعامل المباشر مع ما يواجهه من قلق أو توتّر. وربما يجدر ببعض الأفراد، وبخاصة الذين يعانون كثيراً أثناء تعرّضهم للضغوط الحياتية الاعتيادية تعريض أنفسهم تدريجياً لمخاوفهم، ولما يشعرهم بالقلق، فالمناعة النفسية تقوى عضلاتها بتعريضها التدريجيّ لما يوتّر الانسان بهدف تعويد نفسه على التحمّل.
- تَمَرُّس التكيّف الفعّال: تتطوّر القدرة الشخصية على التكيّف مع البيئة المحيطة عندما يجبر المرء نفسه على ممارسة المرونة الفكريّة وعلى تفضيل الحلول العمليّة، ومن تكثر تجاربه في هذا السياق، تقوى مناعته النفسيّة.
- كبح القابلية الفطريّة للتأثّر النفسي المُفرِط: تزيد قوة المناعة الذاتيّة ضدّ التأثّر السريع والمفرط بما يتم رؤيته أو سماعه في العالم الخارجي عندما يرتفع مستوى الوعي الظرفي، فلا تعود تؤثّر الدراما المصطنعة بالانسان، ولا يُفرط في تكوين وبثّ إنطباعاته العاطفية بشكل يتناقض مع ما يخبره به عقله الباطن، وكلما خفّت حدّة الشعور بالذنب كلما رزن العقل.
-التعامل مع أضرار الصدمات النفسيّة: تقوى المناعة النفسيّة عندما يُشيِّد المرء مصدّات نفسيّة داخلية تخفّف من شدّة تأثير الصدمات النفسية عليه، وتساعده على تخطيّها والتعافي منها بأسرع وقت ممكن، والممارسة تطوّر هذه المهارة الفعّالة.
-مهارات التواصل الفعّال وإرادة التغيير: تقوى المناعة النفسيّة عندما تتطوّر لدى الانسان مهارة التلقّي، والتعامل مع مختلف أنواع الاتصال مع الآخرين في العالم الخارجي، وتقوى القدرة على التعبير عن الرأي الشخصي، والقدرة على قراءة لغة أجساد الآخرين، ولقد قال الفرزدق "وَلَستَ بِمَأخوذٍ بِلَغوٍ تَقولُهُ، إِذا لَم تَعَمَّد عاقِداتِ العَزائِمِ"، فلعلّ وعسى!
كاتب كويتي