زين وشين
"طبيب يداوي الناس وهو عليل"، هذا باختصار شديد حالنا، نقرض الدول ملايين الدولارات من اجل تقوية شبكاتهم الكهربائية، وشبكتنا تسقط في اول اختبار لينقطع التيار عن 41 منطقة دفعة واحدة.
ونقرض الدول لبناء شبكات الطرق فيها، وشبكات طرقنا، الداخلية والخارجية، تعاني الأمرين، وبالتالي نحن نعاني جراء خرابها، وندفع الثمن إصابات تصل إلى الوفيات، وخسائر كبيرة بالممتلكات!
قد تكون مشكلة الطرق في طريق الحل، بعد ان بدأت الخطوات الأولى، لكن مشكلة المشكلات الكهرباء، تلك المشكلة الأزلية الكبيرة، التي عاشت معنا سنوات عمرنا كله، منذ عرفنا الكهرباء وعرفتنا واحنا خذها ذقها!
لم نستقر سنة واحدة منذ القدم، ونحن ندور في الدائرة نفسها، اقطع لا تقطع، الا يوجد حل جذري يجعلنا نتجاوز مرحلة القطع المبرمج التعيسة، ونتجاوز المؤشر سيئ الذكر، بألوانه الثلاثة، ونتجاوز التحذيرات والمطالبة الحكومية بالتوفير من الضحى إلى العصر؟
إلى متى ونحن نعيش على أعصابنا، إلا يعلم مسؤولو الكهرباء اننا نعيش في احر بقعة في العالم، وان درجات الحرارة عندنا تسجل اعلى درجة حرارة في العالم، فما هو المطلوب منا، وفي المقابل ما هو المطلوب من الحكومة الرشيدة؟
في زمن الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله، كان يفاوض على محطة نووية لتوليد الكهرباء، تقضي على المشكلة بشكل نهائي، ولم تر نتائج تلك المفاوضات النور، واستفادت منها دول قريبة، لا تعرف القطع المبرمج، وتحرص على راحة شعوبها، ونحن لا نزال نبحث ونفاوض، ولا نتقدم خطوة واحدة إلى الامام، ثم نعود لصديقنا القديم الجديد الذي أسميناه القطع المبرمج!
خافوا الله فينا، فلا تجعلوا قطع الكهرباء اكبر همنا، او بالاصح لا تضيفوا إلى همومنا هما جديدا، وابحثوا لنا عن حل دائم بدلاً من الحلول الترقيعية، التي ما تلبث ان تتبخر تحت حرارة صيف الكويت...زين.