حوارات
أوصل إلينا أجدادنا العرب الأقحاح حِكَمَهُم الحياتية عن طريق أمثالهم، وكثير من هذه الأمثال، وفقاً لوجهة نظري المتواضعة، تكشف كثيراً من المبادئ الأساسية والدوافع النفسيّة الأصلية وراء أغلب السلوكيّات الإنسانية، في عالم اليوم.
لعلّ مثل "لسانك لي شهد وقلبك علقم، وعينك تبدي ان قلبك لي دوي" يشير الى سلوكيّات ذُي الوَجْهَيْن الذي ينظر إليك بغضاً بمُؤْخِرِ عَيْنِه، بينما أنت غافل عنه، والذي يكاد يحترق قلبه غلاًّ عليك وحسداً لك. ومن بعض علامات المنافق الحاقد، وكيفية التعامل معه، نذكر ما يلي:
-علامات المنافق الحاقد: يتّصف صاحب اللسان الحلو والقلب العلقم بمدحه المُفرِط للآخرين، لا سيما الأرفع منه مقاماً، وبخاصة من يخشاهم، أو من لديه مصلحة عندهم، وستلاحظه مُفرِطاً أيضاً في تكلّفه للباقة المنطق، وكأنه يصفّ كلامه صفاً، ولكنّ كلامه يبدو خاليا من المعنى، ولا يعكس حقيقة ما يشعر به تجاه من يتحدّث معهم.
فوجهه وعيونه تبيّن ما يكنّه قلبه، وربما يترصّد بحرص أي موقف محرج يمكن أن يقع فيه الضحيّة، وعندئذ يظهر على وجهه سخرية بالكاد يخفيها.
وكثير من العلامات الدّالة على هذه الشخصية السميّة تكون غير ملحوظة، الا لمن هو متيقّظ ودقيق الملاحظة، ومن لديه قدر كافٍ من الوعي الظرفي، ويميل هذا النوع من الآفات البشريّة (ذو الوجهين) الى الانغماس الشديد في الغِيبَة، والعياذ بالله.
ولا يكاد يختلف عنه من يصاحبه، فإن الطُّيور على أشكالها تقع، ولا يكاد يحصل منه الانسان السويّ على خير، وإذا أتاه منه شيء فهو فتات لا قيمة له، وربما تكثر الأمراض القلبية عند هذا النفر، وتتراوح بين الأشد خطورة مثل مرض الفشل القلبي، والأمراض القلبية البسيطة، والله عز وجل أعلم.
-التعامل مع ذي الوجهين حلو اللسان مريض القلب: يجدر بالعاقل وقتما يدرك أنه يتعامل مع من لسانه له شَهْد وقلبه له عَلْقم أن يُخرج هذا النوع من الأشخاص من حياته الخاصّة، ويقطع علاقاته معهم في الحياة العامّة، ويكون حذراً منهم كل الحذر، فالحيّة السامّة تلدغ حتى لو قُطِعَ رأسها!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi