ان صدق الخبر الذي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي في الايام الماضية، ومفاده ان الحكومة الكويتية قررت اعفاء مواطني دول الخليج من رسوم العلاج في المستشفيات الحكومية. اقول ان صدق الخبر فإن هذا ليس غريباً، او جديداً في صفحة الخير الكويتية، فلا يزال هناك من يذكر ويتحدث عما قدمته الكويت للخليجيين في الوقت الذي كانوا كالايتام لا احد يمد لهم يد الخير، وينتشلهم من الغبار الجامح على وجوههم.
فالكويت الجارة والشقيقة التي فزعت وانشأت لهم المستشفيات والمصحات والمدارس والجامعات، بالقدر نفسه والحجم في الكويت.
اذن ان تعاود السيرة القديمة، كما لو ان الزمن لم يتقدم، وانه لا تزال هي الكويت الوعد والعهد، لكن اعفاء الخليجيين من الرسوم في المستشفيات الحكومية هذا لا يعني ان الموضوع ينتهي عند هذا، ففي الوقت الذي مدت الكويت يد الخير الى الخليجيين كان الوضع مستحقاً، فالحاجة فرضت نفسها، وكانت الكويت في حينه الشقيق الذي سارع الى تقديم اللازم لاشقائه وهو طبع اصيل واخلاقي، وديني، بل لعل ان الكويتيين كانوا يباركون للحكومة مسعاها.
لكن ما كان بالامس يبقى للامس، وما يكون اليوم هو الحديث الذي ينبغي ان يوضع في الحسبان، فدول الخليج قاطبة، ما شاءالله، باتت دول شامخة، وحضارية وعصرية لا تنازع وانشطة تجارية، وسياحية، وفندقية وصناعية.
وكلها دول منتجة للنفط والغاز وخلاف ذلك واحتياطيها يلامس ارقاماً فلكية تنازع كبريات الدول اعظمها، ومواطنوها يتمتعون من خير بلادهم، ومستشفياتها من افضل المستشفيات العالمية بدليل ان المرضى الكويتيين ومرضى دول اخرى يذهبون للعلاج فيها.
كل ذلك جانب وقرارات "مجلس التعاون" الخليجي هي الاهم، فمن ضمن القرارات الخليجية معاملة المواطن الخليجي معاملة المواطن في كل الدول، هل هذا القرار مطبق في دول الخليج، فانت اذا كنت سافرت الى دول خليجية تعامل معاملة الاجنبي، فالضرائب تفرض عليك والعلاج في المستشفيات الخاصة لا الحكومية، وليس هناك علاج مجاني، بينما الكويت الدولة الخليجية الوحيدة التي تسمح للخليجيين العلاج في مستشفياتها الحكومية، فأين المعاملة بالمثل، وللاسف رغم هذا الكويت "ماكولة مذمومة".
اعفاء الخليجيين هذا معناه انكباب المرضى والمتمارضين على المستشفيات الكويتية، في الوقت الذي يعاني فيه المواطن الكويتي من قلة الاسرة، والمواعيد الطويلة، وفقدان الادوية.
صحافي كويتي
[email protected]