الأربعاء 02 يوليو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

اِنْتِشارُ غِلَظُ القَلبِ والعنْجهِيَّة نُذُرُ شُؤْمٌ

Time
السبت 22 يونيو 2024
View
50
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"(آل عمران 159).

عندما تنتشر سلوكيّات غِلَظُ القَلبِ والعنْجهِيَّة في أي بيئة بشرية (اجتماعية أو شخصية أو أسريّة)، سيدلّ ذلك على انتشار السلوكيّات السلبية الأخرى المصاحبة لها مثل القسوة، وغياب الرأفة، والتراحم بين الناس، وندرة وجود الشَّفقة والتعاطف المتبادل في العلاقات الاجتماعية والشخصية.

ونفور كثير من الأفراد من بعضهم بسبب غلبة غلظ قلوبهم وتكبّرهم تجاه بعضهم البعض (العنْجهِيَّة).

ومن بعض الأسباب التي تؤدي الى انتشار، وربما تقود الى ترسّخ أطباع قسوة القلب والتَّغَطْرُس والتعجرف بين أعضاء المجتمع، وبعض نُذُر شؤمها عليهم، نذكر ما يلي:

-أسباب اِنْتِشار غِلَظُ القَلبِ والعُنْجُهِيَّة: التديّن الشكلي: يدلّ تناقض السلوكيّات الشخصية مع المظهر الخارجي للتديّن الشكلي(الزائف) على عدم ترسّخ القيم والمبادئ الأخلاقية الدينيّة الفاضلة في قلب المتديّن الشكلي.

وربما ستلاحظه يستغل تديّنه الظاهري لغشّ الناس ولممارسة تصرّفات مريبة، وغير أخلاقيّة، بينما يستعمل شكل التديّن الخارجي كقناع يخدع به العامّة، وسيؤدي التديّن الزائف الى تدمير ثقافة القدوة الحسنة في المجتمع.

وتؤدي كثرة الجهل في المجتمع إمّا بسبب تدنّي مستويات التعليم، أو لفساده، أو بسبب تدنيّ مستوى التديّن الصحيح الى تغليظ القلوب والى شيوع الحمق.

وانتشار سلوكيات البخل في البيئة الاجتماعية وضيق الأفق والنرجسيّة، وغياب الإحسان بين أعضاء المجتمع تُضعف العلاقات الاجتماعية بسبب طغيان شحّ النفس على شخصيات الأفراد.

ومن الأسباب الأخرى ضعف ثقافة التربية الأسرية السليمة، وشيوع القبلية، والطائفية، والفئوية التمييزيّة.

-نُذُرُ شؤم غِلَظُ القَلبِ والعنْجهِيَّة: من علامات كون انتشار القسوة والتكبّر نذر شؤم على أعضاء البيئة المصابة بهذه الأمراض السلوكيّة هي ضعف الوحدة الوطنية، وانتشار خطابات التخوين المتبادل.

والاستخفاف بكرامات الناس الضعفاء، وتكالب الأعداء على المجتمع، ولقد قال العرب قديماً: "تخاذل القوم في ما بينهم من امارات شؤمهم ودلائل شقائهم".

ومن أخطر نُذُر شؤم غلظ القلب هو تجريد الآخرين من سماتهم الإنسانية، وزيادة عدد ظواهر الإدمان، وتدنيّ الالتزام بالقيم الأخلاقية، وانحطاط الذوق العام، وارتفاع نسب قلّة الأدب وسوء التعامل بين الناس.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار