تنظيم الحج لا يضاهيه تنظيم

أكرمني المولى عز وجل بحج بيت الله الحرام هذا العام، وهذه نعمة منه عز وجل، تضاف الى نعمه سبحانه التي لا تعد ولا تحصى، وبفضله سبحانه، وبفضل الجهود الكبيرة المباركة التي بذلتها، وتبذلها، المملكة العربية السعودية، كانت كل الأمور ميسرة وسهلة وآمنة.

لعل اكثر ما يشد الانتباه ويلفت النظر، المستوى العالي من القدرات، والامكانات، والمهارات الادارية والتنظيمية والتشغيلية التي يتميز بها القيمون على ادارة عملية الحج، وأداء المناسك، ولنا ان نتخيل دقة، وانضباط ومهارة ذلك في وقت يؤدي فيه المناسك نحو مليوني حاج في وقت واحد، وبمواعيد محددة، وخلال فترة زمنية قصيرة.

وهذا امر في غاية الصعوبة، ومن النادر ان نرى مثله في اكبر المناسبات العالمية.

اننا نعبر دائما عن اعجابنا بمهارات الغرب في التنظيم والادارة، لكن تلك المهارات، في تقديري، لا تضاهي قدرات وامكانات المملكة العربية السعودية في ادارة الحج، كما ان البنية التحتية، ومرافق وخدمات المناسك والشعائر، بأعلى مستوى، فالحج وجميع مناسكه يقوم على بنية تحتية ووسائل اتصال وانتقال قطعت فيها المملكة شوطاً كبيراً قل نظيره. هذا لا ينطبق فقط على الحج، وانما على كل البنية التحتية للمملكة التي تخدم بشكل مباشر وغير مباشر الحج والحجيج.

ان الحج في اطار المعطيات التي تحدثت عنها، علاوة على كونه شعائر دينية ربانية اختصنا بها الله سبحانه، فإن تنظيمه بهذا المستوى الرفيع يعتبر انجازا انسانيا وحضاريا كبيرا.

اما من الناحية الهندسية، فهو كذلك انجاز فني مهم، فالطرق تتحمل ضغطا كبيرا ومتواصلا من مركبات النقل الكبيرة، ونظام الاتصالات الالكترونية يعمل بطاقة هائلة، وخدمات التنظيف، وفرق عمل التنظيم والارشاد يعملون على مدار الساعة، ورغم ذلك سار كل شيء بانتظام.

انه، من دون شك، انجاز تنظيمي وفني وهندسي كبير منقطع النظير، نظمته واشرفت عليه موارد بشرية مؤهلة، وساهمت فيه اجهزة ومؤسسات بكفاءة عالية، واستحق ان يفتخر به المسلمون في كل مكان.