السبت 19 يوليو 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أمير الوفاء... وعدت وأوفيت والآن هموم شعبك أمامك
play icon
الافتتاحية

أمير الوفاء... وعدت وأوفيت والآن هموم شعبك أمامك

Time
الأحد 23 يونيو 2024
أحمد الجارالله

لا نبالغ إذا قلنا منذ أن توقف الهرج والمرج، يسود الهدوء البلاد، وتتوالى القرارات التنفيذية وفقاً لما وعد به صاحب السمو الأمير في خطابه التاريخي.

فنحن للمرة الأولى نشعر أن هناك حكومة تعمل، وكذلك سماع القيادة مباشرة لصوت المواطنين، من خلال لقاء سمو ولي العهد معهم في ديوان الأسرة الحاكمة، والذي جاء بناء على توجيه من صاحب السمو، وكأننا أمام برلمان شعبي، ليس فيه وسطاء يجيرون هموم الناس لمصالحهم الخاصة.

ففي السابق كانت تهمل المطالب جراء صفقات تعقد بين المسؤول والنائب، فيما كانت تكثر الجعجعة من دون طحين، بينما اليوم تعطي هذه الخطوة المباركة زخماً للمواطنين كي يعبروا عن أنفسهم صراحة، ووجها لوجه أمام القيادة.

لهذا فإن اللقاء لا بد أن يصبح دورياً، فالناس لديها الكثير من المطالب والشكاوى التي لم يبت فيها منذ سنوات، حين كانت هناك حلقات تشكل سوراً بينها وبين القيادة، ففي كل الدول حين تكثر الموانع أمام المواطن يرى نفسه عاجزاً، كافراً بدولته، أو أضعف الإيمان ليس لديه من يسمع صوته، ما يثير حنقه على مؤسسات الدولة.

وفي هذا الشأن لا بد من القول إن الدول التي تتمتع بحصافة قادتها تكون الأجهزة كافة عين ويد الحاكم، وبعضها يعمل بأمانة وشفافية كبيرة، خصوصا ذلك المهتم بالأمن القومي والوطني، فلا تكون فيه أي عناصر تستغل وظيفتها من أجل الضغط على الناس، ولا ينتقم أحدهم إذا اختلف مع مواطن فيلفق له تهمة إشاعة أخبار كاذبة أو غيرها من التهم لمن يعتبره خصمه، أو عدوه، بل يترفع عن تلك الصغائر لأنه مؤتمن على أعراض الناس وأموالهم، وأرزاقهم، ولديه الثقة من قيادته، لذا لا يخونها.

أيضا، في كثير من الدول هناك ديوان مظالم، يعمل فيه رجال مختارون بعناية، لا أحد من الناس يعرفهم، فيما الجهاز الإداري معلوم فقط، كي لا تكون هناك وساطات، أو استغلال علاقات شخصية أو غيرها، مما يجعلهم يحيدون عن المهمة الموكلة اليهم، ويبحثون في الشكاوى بأمانة، ويقدمون الحلول للجهاز التنفيذي، وهؤلاء أيضا يكونون عين الحاكم الساهرة على إحقاق العدل.

لا شك أن أي قائد هو في النهاية إنسان، له طاقة محدودة، ولا يمكنه متابعة كل شؤون الدولة بمفرده، لذا يستعين برجال أمناء، لديهم ضمير حي، يعملون من دون ضجيج، همهم الوطن ومصالحه، وهؤلاء اليوم كثر في الكويت، وبعضهم نرى عملهم واضحاً للعيان في أقسى الظروف صعوبة، لأن الصعاب تكشف معادن الرجال.

من هنا فإن لقاء سمو ولي العهد مع المواطنين خطوة موفقة، وهي تنفيذ أمين لوعود صاحب السمو الأمير، كما يرى الجميع أنها تأتي ضمن ما وعد به سموه شعبه، فنحن اليوم في عهد الوفاء، والحزم، وقد قيل قديماً: الازدهار يتطلب الوفاء، والكريم إذا وعد وفّى.

لذا نحن أمام رجل قرار يفي بالعهود، ولهذا فإن الكويت تنتظر الكثير من الوعود الأميرية التي ستأتي تباعاً، فهي قد بدأت تخرج من دوامة صراع المصالح بين النواب والوزراء، واستغلال النفوذ لتنطلق نحو الريادة من جديد.

  • أحمد الجارالله

آخر الأخبار