حوارات
يُفرطُ الانسان في تأنيب ضميره عندما يستمر يلوم نفسه بشدّة على أخطائه البشرية الاعتيادية، وعندما يوبّخ نفسه بشكل عنيف الى درجة أنه يبدأ يعاني، مع مرور الوقت، من ضعف في الثقة بالنّفس، وربما سيصاب بالاكتئاب بسبب لومه المرضي الدائم لنفسه، وتجاهله لحقّها عليه.
ومن بعض أسباب الإفراط في تأنيب الضَّمير، وكيفية معالجة هذا الشعور المرضي المُفرط، نذكر ما يلي:
-أسباب الإفْرَاط في تأنيب الضَّمير: يمثّل التعرّض في فترة الطفولة لتربية أسرية سيئة أحد الأسباب الرئيسية لترسخ الشعور المُفرط بالذنب تجاه بعض التصرفات الشخصية الطبيعية.
وبسبب تعرّض الطفل لحلقات متكررة من النقد اللاّذع، من كلا الوالدين أو أحدهما، ما يؤدي الى نزع ثقة الطفل من نفسه، وتكوّن عقد نفسيّة وصعوبات سلوكيّة لديه مثل خجله المُفرط، وتردّده الشديد، وعدم شعوره بالأمان أثناء وجوده في العالم الخارجي، مما يتسبّب أيضاً بضعف نضجه النفسي بعد سن الرّشد.
يمارس بعض أولياء الأمور المضطربين نفسياً أو أخلاقياً أو الجاهلين بأسس التنشئة السليمة، أسوأ أنواع التربية تجاه أبنائهم، ربما بسبب شعور بعضهم بالنقص، وسعيهم الأناني للتعويض عن طريق جلد أبنائهم لفظياً، وجسدياً، أحياناً كثيرة، وربما بسبب اختيار المرء البالغ المُصاب بمرض الإفراط في تأنيب ضميره الاستمرار بالاختلاط بشخصيّات سميّة في حياته الخاصة، من يلومونه بعنف على كل خطأ صغير غير مقصود يرتكبه تجاههم.
وبسبب إسراف بعض الأفراد في عفويتهم وطيبة قلبهم ما يؤدي بهم أحياناً الى لوم أنفسهم على أخطاء سلوكيّة ارتكبها آخرون!
-البرء والشفاء، والتّعافي من مرض الإفْرَاط فِي تأنيب الضّمير: تبدأ خطوات البرء من الشعور المُفرِط بالذّنب (اللوم المرضي للنفس) باعتراف المصاب بوجود هذه الحالة النفسية السلبية لديه، والنظر اليها بشكل موضوعي، وتحديد الأشخاص، أو الظروف، أو اختياراته الشخصية التي ساعدت في ترسيخ الإفراط المرضي في تأنيب الضَّمير في عقله، وتوقّفه عن التفكير الزائد عن الحد، وتعزيز تقديره لذاته، وبالقراءة المستمرة عن أمراض الحساسية النفسيّة المُفرطة، وعن اضطرابات القلق، وعن كيفية الشفاء منها، ووضع جدول زمنيّ محدّد لتقوية مناعته النفسيّة.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi