الأحد 14 ديسمبر 2025
17°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 حسن علي كرم
كل الآراء

السائح الكويتي ثقيل بجيبه وكل الطرق مفتوحة أمامه

Time
الثلاثاء 25 يونيو 2024
حسن علي كرم

يجتهد بعض السفراء الاجانب المعتمدين في الكويت لتقديم احصاء لعدد المواطنين الكويتيين الذين زاروا بلدانهم خلال مواسم السياحة او في الايام العادية، وتجد بعض هؤلاء على ضوء ازدياد حركة السفر من الكويت الى بلدانهم يعملون على تقديم تسهيلات، كإلغاء الـ"فيز"، او زيادة مدة الاقامة وامور اخرى.

السائح الكويتي على الارجح لا يذهب الى تلك الديار شحاذاً او مزاحما لمواطنيها في العمل، أو البيات في الشوارع، وعلى الارصف، بل يذهب وفي جيبه ثقل من المال الذي يكفيه واكثر، ويأتي الكويتي في الترتيب الاول في التسوق والمطاعم واكتشاف الاماكن السياحية، خصوصاً في السنوات الاخيرة، حيث زادت مغامرات وجولات في اماكن يكتشفونها ربما للمرة الاولى.

السائح الكويتي ليس متسوقا، بل هو مكتشف ومغامر، ما بين السائح الكويتي في عقدي السبعينات والتسعينات والالفية الثالثة، هناك اختلاف في كل شيء لدى جيل الالفية الثالثة، فهو مغامر ومثقف، ويجيد لغات عدة.

الكويتي تغير وأصبح السائح نجما من نجوم السفر والمغامرات وسبر المجهول، لذلك لا تتعجب اذا اخبرك احدهم انه ذهب الى اماكن مجهولة بالنسبة لك، واخذ يروي مشاهداته في الغابات والجبال والبحار والبحيرات، في عالم انت تراه مجهولاً بالنسبة لك، بل لعلك لم تفكر، ولم تجرؤ على ان تغامربحياتك لاكتشاف المجهول.

من هنا اعتقد أن العالم ينكمش، وكلما تطورت وسائل الانتقال والسفر كلما وجدت نفسك مندفعاً الى عالم كان حتى وقت قريب مجهولاً لديك.

هواية السفر، او الولع به حالة متوارثة اكتسبها الابناء من الاباء، فالمال ليس عائقاً، انما اكبر عائق سمات الدخول، واعتقد ان هذه العقدة باتت تضمحل، وتتلاشى في ظل التسهيلات التي تقدمها الدول للسائحين رغبة في زيادة اعداد الزوار.

فالسياحة ليست زيارة او "طماشة"، وانما اقتصاد وتضخيم ايراد، فبعض الدول يقوم اقتصادها على السياحة، وكلما ارتفع عدد الزوار ارتفعت الايرادات، وهناك دول خليجية مثالاً.

الكويت حتى هذه اللحظة غائبة عن تنشيط السياحة، بل لا يوجد ما يدل على ان الحكومة مهتمة بهذا الجانب الاقتصادي، فلا هناك انشطة، ولا اماكن مناسبة للترفية والترويح عن النفس، بينما الممنوعات تزداد كل يوم، بفضل قرارات التشدد وهيمنة اهل اللحى. فهؤلاء لايزالون يسعون لقيام دولتهم الجهنمية.

فالانفتاح ليس كلمة أو تصريحا لوزير، وايجاد مشاريع للترويح والترفيه ليس ترفاً او انحرافاً اخلاقياً، طالما تقام في ظل قوانين وحدود التقاليد والاعراف.

علينا ان نعترف أننا دولة مغلقة، وهو ما يجعل مواطنيها ينتهزون العطلات الاسبوعية والاعياد للهجرة الجماعية الى دول توافرت فيها كل انواع الترفية، وما يحقق الراحة للسائح او المواطن والمقيم.

اعود مجدداً فأقول: بلادنا مغلقة واستنزاف المال في الخارج بالملايين، بل مليارات، لا توجد لدينا فنادق تليق بدولة تنام على فراش بليوني، واستثماراتنا ينعم بها الغرباء في الخارج.

لا يكفي ان نقول الكويت تتجدد فقط باصلاح الشوارع المكسرة، اوحتى بإيجاد طرق بديلة، او معالجة نفق الدروازة، الكويت ينقصها الابداع والتجديد، والانفتاح، وصنع مزيد من الفرح والترويح. الكويت بحاجة الى افكار جديدة غير تقليدية، ولا مقلدة، ان نقل افكار من دول ليس ابداعاً، ولا انجازاً، ولا تفاخراً، والعبرة خلق ابداع من افكارنا، من عقول شبابية لا تجد فرصة لكي تصنع ما عجز عنه الاولون.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار