حديث الأفق
- الولاء ليس قولاً بل فعلاً والوفاء زينة الحكماء
- أمر الملك بتربية 10 كلاب وحشية ليعاقب المقصرين
- خلال 10 أيام أثبت الوزير للملك وفاء الكلاب
- خدمة عشر سنوات لم تكن كافية لإثبات الولاء
الولاء ليس قولاً فقط، إنما هو فعل، والوفاء زينة الحكماء، لذا منذ قديم الزمان قامت التعاليم الدينية والأخلاقية على الوفاء والولاء مهما كانت الظروف.
لكن في بعض الأحيان يغيب عن بال المرء تاريخ العلاقة بينه وبين أحدهم، وخصوصا اذا كان في منصب مهم،وقد ينتقم من صديق قدم له خدمات جعلته قوياً في منصبه على أقل هفوة، لهذا كانت هناك قصص فيها عبر عن الولاء والوفاء، ومنها هذه القصة التراثية:
إذ يحكى في قديم الزمان كان هناك ملك أمر في يوم ما أحد الوزراء بتربية 10 كلاب وحشية في سرداب القصر الملكي، حتى يرمي لها أي وزير أو مسؤول يخطئ، وأن يكون عقابه نهش الكلاب وأكله حتى الموت، فربما يعمل الوزراء بأمانة.
وفي يوم ما قال أحد الوزراء رأياً خاطئاً معترضاً على كلام الملك، وهذا لم يرق له فأمر برمي الوزير للكلاب المتوحشة.
ارتعدت فرائص الوزير خوفاً، وقال: أنا خدمتك 10 سنوات يا مولاي، وكنت لك نعم الخادم الأمين، ودائم الولاء والطاعة لك، ومخلصاً، فكيف تفعل بي هذا الآن؟
أضاف الوزير: رغم ذلك، أطلب منكم يا مولاي أن تمهلني 10 أيام قبل تنفيذ الحكم، فاستجاب الملك فوراً لطلبه.
فذهب الوزير فوراً إلى حارس الكلاب، وعرض عليه أن يأخذ مكانه ويخدم هذه الكلاب ويرعاها لمدة 10 أيام فقط.
تعجب الحارس من طلب الوزير الذي لديه مكانة مرموقة في المملكة، لكنه ترك العمل، فهو بكل الأحوال كان يرغب أن يستريح ويأخذ إجازة طويلة.
بدأ الوزير يعتني بالكلاب، ويطعمها ويوفر لها كل سبل الراحة، وبعد مرور 10 أيام جاء حراس الملك لتنفيذ الحكم على الوزير، وتم رميه للكلاب، وكان الملك حاضرا ومعه الحاشية، وجميعهم ينتظرون ان تنقض الكلاب الجائعة على الوزير، لكن كانت المفاجأة أنها بدت منشرحة وهي تلعب مع الوزير، وتنبح تحت قدميه من دون أن يجرؤ أي منها على أذيته.
لهذا سأل الملك بتعجب وزيره المعاقب: ماذا فعلت لهذه الكلاب؟
أجاب: يا سيدي خدمتها عشرة أيام فقط، فلم تنس معروفي، وأنا خدمتك عشر سنوات فنسيت كل هذا في لحظة غضب.
شعر الملك بالخجل من نفسه، وأمر بالعفو عن الوزير.
العبرة من هذه القصة هي ألا تنكروا أفضال الناس عليكم، وتخونوا العشرة، فكلنا خطّاؤون، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون".
ولا تتنكروا لماض جميل في لحظة غضب، أو اعتراض على كلامكم، فربما فيه خلاص لكم، وقد قيل قديما: الجبان مقتول بالخوف قبل أن يقتل بالسيف، والشجاع حي وأن خانه العمر، وحاضر وأن غيبه القبر، فالمواقف تصنع الرجال، ولو لا المواقف لم يعرف الرجال الصادقون، ولولا مواقفهم لم تعرفهم الاجيال.
...وعندما يبكون
سأل رجل شيخاً حكيماً:
هل يبكي الرجال؟
أجاب بحزم: نعم يبكون.
فقال السائل: متى؟
قال الحكيم: يبكي الرجال عندما تموت أمهاتهم، وحين يفقدون آباءهم، وعندما يمرض أحد ابنائهم، ويبكون ايضا حين يزوجون بناتهم. أضاف: كذلك يبكي الرجال لجحود الأبناء، أو استعلائهم، أو تطاولهم ولو بكلمة على والديهم.
ويبكي الرجال قهراً، وغُلباً، وضيقاً، وخيبة.
يبكون عند عجزهم عن تأمين لقمة، أو حاجة أو أدنى رغبة لأولادهم،
كما يبكون لفراق الوطن وغياب الأحبة.
يبكي الرجال لكن في العتمة، أو تحت المطر، أو على الوسائد، لكن دموعهم لا تخرج من العين على الخد فيراها الجميع، بل تخرج من القلب وفي القلب، فيظهر أثرها في التنهدات والنظرات، وتجاعيد الوجه، وبياض الشعر، ورجفة اليدين.
وختم: نعم، هكذا يبكي الرجال.
نكشات
لا يغار إلا الناقص، ولا يحسد إلا الفاشل، ولا يكره إلا الحاقد، ولا يغتاب إلا المنافق.اللهم أبعد هذه الصفات عنا.
اذا لم تجد الوقت للعناية بصحتك ستجد الوقت للعناية بمرضك، لهذا الأهم أن تعتني بصحتك...
أليس كذلك؟
قالت امرأة جميلة لرجل فقير أراد أن يخطبها: كوخ أضحك فيه، خير من قصر أبكي فيه.
قالوا للأسد: لا تحزن فهذا زمن أصحاب القرون، فرحل الأسد وترك من نصحه.
جبال الهم التي تحملها أيها الانسان كان من المفترض أن تتسلقها.
استشر عدوك مرة لتتعلم مقدار عداوته، فليس للكذب أرجل، لكن للنصيحة أجنحة.
سر في الطريق الصحيح مهما كانت خطواتك بطيئة، فأضخم الأبواب مفاتيحها صغيرة.
لن تصل إلى مرادك اذا توقفت لتلقم كل كلب نبح حجراً...
دعها تنبح واستمر في طريقك.