الأحد 08 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 محمد الفوزان
كل الآراء

غيرة قتيبة بن مسلم على دماء المسلمين

Time
الأربعاء 26 يونيو 2024
View
80
محمد الفوزان
قصص إسلامية

عندما فتح ‎قتيبة بن مسلم مدينة "بيكند"، وكانت تابعة لـ"بخارى"، صالحه أهل المدينة، فجعل عليهم والياً من المسلمين، وترك بها مجموعة لتعليم الناس الإسلام، فلما رحل عنهم نقضوا العهد، وغدروا بالمسلمين، وقتلوا الوالي المسلم، وجدعوا أنوف من كان في المدينة من المسلمين، ومثلوا بجثثهم.

فلما وصلت الأخبار إلى قتيبة وكان محاصراً لمدينة أخرى، ترك حصارها وعاد مسرعاً إلى "بيكند" وحاصرها شهراً، وهدم سورها، فحاول أهل المدينة الصلح من جديد، لكنه أبى، فلا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين، وأصر على فتحها بالسيف، وانطلق يأخذ بالثأر فقتل المقاتلين، وسبى النساء والذرية، وغنم الأموال، ليرتدع الكفار والخارجون عن مثلها، فلا يعودون لنقض ذمة المسلمين وعهدهم، وليعلموا أن قطرة دم واحدة من مسلم أعز وأغلى.

ومن المواقف الرائعة في هذا الفتح التأديبي، أن الذي ألب على المسلمين وحرض أهل المدينة على نقض عهدهم، كان رجلا كافرا من أهل المدينة أعور العين، وقد وقع هذا الرجل أسيراً بيد المسلمين، فقال لقتيبة: "أنا أفتدي نفسي بخمسة آلاف ثوب حرير، قيمتها ألف ألفٍ".

فأشار أمراء الجيش على قتيبة أن يقبل ذلك منه، فقال قتيبة: "لا والله، لا أروع بك مسلماً مرة أخرى"، ثم أمر به فضربت عنقه.

وهذا يوضح مدى غيرة الأسد ‎قتيبة على دماء الإسلام والمسلمين، وحرصه الشديد على أرواحهم وتأديبه القوي لمن يعتدي على حرماتهم.

كما أرسل رسالة واضحة أن المسلم لا يبغي بجهاده وقتاله سوى وجه الله عز وجل، ونصرة الدين، ورفع الظلم عن الناس، ولا يريد من الدنيا مالاً ولا متاعاً لأنه، وبمنتهى البساطة قد آثر الآخرة على الأولى، واشترى الجنة بالدنيا.

"يوم كنا خير امة كان للحق مكانا

كان للاقوال فعل فاسمعوا للترجمان

يوم ان كنا جنود دربنا درب الاباة

يومها كنا اسوداً لا نبالي بالطغاة

كان في القلب يقين أن نصر الله آتي

أن نصر الله فتح إن حيينا بالثبات"

يوم كنا خير أمة كان للحق مكان، هكذا كانت عزة الاسلام وشموخه، أي عزٍ كنا فيه، وأي ذل صرنا نعيشه الآن"؟

[email protected]

آخر الأخبار