بدر المطيري خلال حفل توقيع روايته
أقيم حفل توقيع الرواية في مكتبة "ذات السلاسل"
مدحت علام
من مَعِين الحزن والألم، والسجن... الذي لا يكون فقط بين القضبان، وتحت الحراسة المشددة، بل إنه قد يكون في النفس والمشاعر... كتب الروائي بدر المطيري روايته "أعوام الظلام"، تلك التي يتوغل فيها عبر ممرات إنسانية ضاربة في الحلم والرغبة في الخلاص من وطأة الألم.
فالمطيري خلال روايته يعزف على الأوتار العارية، من أجل إبراز مشاعر ربما تكون خفية، في مكنون النفس، إلا أن كلماته ومتابعته الإبداعية، تمكنت من الكشف عن هذا المكون ورصد مسالكه، كي يكشف ما تريد الظروف والأحوال أن تخفيه، من آلام وآمال.
وفي هذا السياق أقامت مكتبة "ذات السلاسل" حفل توقيع للرواية، في حضور جمهوري متميز، من القراء والمهتمين بالشأن الثقافي.
وقال المطيري خلال حفل التوقيع، إن الجمهور الذي جاء وبهذا العدد الكبير فيه الكثير من الفرح، وجعل قلبه يرجع في الانتعاش والنبض، حيث إن قرب الناس منه ودعاءهم عالج أمورا كثيرة، وأوضح أن صفة "الرحمة " أصبحت بارزة وظاهرة في حياته، وهي التي تحركه في تعامله مع البشر والمجتمع، لذلك أصبحت واضحة لديه أكثر من أي شيء آخر. وتمنى المطيري من الحضور قراءة الرواية بحروفها وكلماتها بتمعن وأن تؤخذ بعين الاعتبار.
وقال المطيري: "إن الهدف من إطلاق روايته ليس للتوثيق فقط، فقد كان لدي رواية قبل هذه بعنوان وتين شعيب، تكفلت بطباعتها على حسابي الشخصي بسبب ظروف عملي حينها، وتم الثناء على أسلوبي في الكتابة ومن بعدها أتت ظروف جعلتني لا شعوريا أطلق العنان للكتابة لسرد معاناتي، والرواية أخذت مني في الكتابة ثلاث سنوات، فهي واقعية بحته من الغلاف إلى الختام، فالرواية وضعت فيها ألمي وبقلمي، فاستحضرت الألم وعشته وكتبته ".
وأضاف المطيري بأن الرواية تتضمن في مضامينها رسائل كثيرة تتعلق بأمور توعوية تخص الشباب، والكبار، والمرأة، وأن الذي حدث لبدر من الممكن أن يحدث لأي شخص آخر.
وقال المطيري في بداية روايته: "هذه القصة حقيقية، فقط تم تغير الأسماء"، وكتب في الإهداء: "إلى دموع امي وشغفها ولهفتها، وهي تبحث عنى كل صباح في أرجاء المنزل، إلى أخوتي ليعرفوا أن سفر لم يكن كذبة، فبعض السفرِ سفرٌ، وإن كان بين أربعة حوائط، وأقسى السجون تلك التي لا جدران لها، إلى كل من صفعوني بكلامهم قبل أكفهم، وطردوني من قلوبهم قبل بيوتهم... وإلى أنا الذي كُنته... ولم أعده.. أهديكم هذا الكتاب"، وقال في مقدمة الرواية: "هناك أشخاص يعيشون في السجن، آخرون يعيش السجن فيهم، وهناك من ذاق السجنين معا، في العمر أعوام.... تمضي كما الأيام... وبالعمر أيام ... تمضي كما الأعوام... وبحياتي... أيام مضت... كما الأعمار.