الأربعاء 02 يوليو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

إِزالَة الصفات الْإنْسَانِيّة والإبادة المَجَازِيَّة

Time
الخميس 27 يونيو 2024
View
10
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"(التين 4).

أصبح من شبه المؤكّد في المسيرة البشرية التاريخية استعمال خطاب إزالة السمات الإنسانية لمجموعة بشرية معينة، كبداية لإبادتهم جماعيًّا، وحتى لو اختلفت أساليب تلك الإبادة في عالم اليوم، فهي بشكل أو آخر تتّبع نمطاً معتاداً، وربما ليس بالضرورة أن تنتهي هذه الظاهرة السلوكيّة الاجرامية المتكررة بالإبادة الجسدية الفعلية للضحايا. لكن يتم استعمال خطاب إزالة الصفات الإنسانية "مجازيّا" لسلب حقوق الضحايا، أو تهميشهم، أو منعهم من ربط آمالهم وتطلعاتهم السلمية بما يمكنهم تحقيقه في البيئة الاجتماعية المحيطة.

ولا تستعمل بعض المنظّمات، أو الأنظمة الأيديولوجية المتطرّفة فقط هذا النوع من الأساليب الشريرة، اذ يحدث أحياناً أن يستعملها بعض الأفراد العاديين المُعوجين أخلاقياً ضدّ من يعتبرونهم منافسين، أو أعداء لهم.

ومن بعض الأساليب المعتادة لتجريد وإزالة السمات البشرية "مجازيّا" من شخص، أو من مجموعة أشخاص معيّنين، وكيفية تصرّف الضحيّة تجاه هذا السلوك المُجَرَّم الذي يستخدمه البعض ضدّهم، نذكر ما يلي:

-أساليب تجريد الإنسان من صفاته، اذ يستعمل بعض النفر المضطرب كلمات وتعابير خسيسة يشبّهون بها ضحاياهم بالحيوانات أو الحشرات، أو النباتات الضارّة، وربما يشيرون إليهم كأشياء وليسوا بشراً، ويشيطنونهم، ويلصقون بهم صفات شنيعة مصطنعة، وينعتوهم أنهم عديمو الذوق والقيم الأخلاقية، أو أنهم همجيّون.

بينما الآخرون متحضّرون، وربما يصفونهم بالجرذان، او يستعملون عبارات طائفية متحيّزة للإشارة إليهم، وربما يربّون أبناءهم على النظر الى الضحايا على أنهم كائنات ليست بشرية، ويألبون الأغلبية في المجتمع عليهم، ويزرعون العداوة بين فئات المجتمع الوطني.

-كيفية التصرّف عند التعرّض لخطابات إزالة السمات الإنسانية: يجدر بضحايا التجريد المقاضاة المستمرة لمن يستعمل خطاب إزالة الصفات الإنسانية ضدّهم، وتنشئة أبنائهم على التعامل الأخلاقي مع الآخرين المختلفين عنهم، والقيام بإبلاغ جهات حماية حقوق الانسان الحكومية عن هذا النوع من الخطابات المهينة للكرامة.

وربما الردّ على كلام بعض النفر المضطرب بالآيات القرآنية التي تشير الى كرامة بني البشر، ولعل البعض يرتدع، وبتكرار "حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل"، فلعل وعسى، والله المستعان.

 كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار