ودي أصدق

زين وشين

تذكرت الفنان الكبير سعد الفرج، وهو يقول في احدى مسرحياته: "ودي...ودي اصدق"! تذكرته، وانا اقرأ تصريح معالي رئيس ديوان الخدمة عن خطة توظيف الكويتيين، طبعا بعد ان سمع الرغبة السامية، وليس قبلها، فلم يكن ليهتم إلا بعد ان عرف التوجهات العليا.

قبل ان نبدأ، فعلى الديوان ان يبدأ بنفسه، ولم يكوت نفسه حتى يلتفت ناحية الكويتيين، فلا يزال ديوان الخدمة محتلا من الاشقاء الوافدين بدرجة مستشار، فمن يصدق ان الكويتيين يشكلون اولوية عندهم، وهم انفسهم من يرسل خريج العلوم للعمل في "الاوقاف" لتدمير جيل كامل من الشباب، بعد ان اصبحت مهنة احدهم ان يبصم ويخرج، ليعود ثانية ليبصم، من دون استقرار، ولا ابداع، وتلك والله جريمة بحق هذا الوطن، حين يدفع جيل كامل نحو الاتكالية، ويصبح طموحه ان يستلم الراتب، ويجمع سنوات التقاعد!

الامر الاخر المهم، ان الديوان يعرف نسبة العمالة الوافدة في كل جهاز حكومي، مثل هيئة الزراعة ومهندسيها اصحاب الشهادات المشكوك في أمرها، ومثل وكالة الأنباء الكويتية، والتعيين المزاجي فيها، حيث يفترض انها بعد هذه المدة الطويلة قد اصبح عندها معهد يدرب الخريجين الكويتيين، مثل المعهد الديبلوماسي التابع للخارجية، وبدلا من ذلك يبحثون عن الوافدين ويعينونهم غصبا عن "شوارب" الديوان!

هناك كويتي درس في الجامعة خمس سنوات ونصف مهندس كمبيوتر، وتخرج بامتياز ليعينه الديوان في وزارة "الاوقاف"! بينما خريجو الشريعة يبعث بهم إلى هيئة البيئة التي تسارع إلى رفضهم!

يا سادة يا كرام الخطة التي يتبعها الأشقاء المستشارون الوافدون هي تدمير البنية التحتية للمجتمع الكويتي، وقتل طموح الشباب الواعد، وكل هذا يحصل إما بغفلة او بتغافل من مسؤولي ديوان الخدمة، الذين لم يعد الأمر بايديهم بعد ان سلموا المفاتيح للمستشارين اياهم.

نحن نقول لرئيس الديوان المسألة ليست بالتخلص من رقم العاطلين عن العمل تحقيقا للرغبة السامية، المسألة في وضع الخريج في المكان المناسب، فان أفلح فهو ولدنا، وان لم يفلح فهو الذي جنى على نفسه.

اما حين يتحول جيل كامل إلى ضحايا لخطة مستشاريكم، فاما ان ترحل او تنتظر من يقول لك: ارحل في القريب العاجل، حين يكون الخيار بينك وبين جيل كامل من شباب الكويت...زين.