الوَضِيع إِذا كَثُر مَالُه تَغَطْرَس

حوارات

الوضيعُ هو الشخص الدّنيء باختياره، وهو أيضاً السيّئ الخُلُق عن قصْد، ومن يظنّ بالناس السّوء، وأبرز ما يتّصف به هذا النوع من الأفراد المضطربين أخلاقياً، هو أنّه متى ما كثر مالهم، أو صاروا أثرياء فجأة، تَغَطْرَسَوا وتعاظموا على عامّة الناس، ونازعوا بخاصة الشرفاء والأسر عريقة الثراء.

ومن بعض علامات وأسباب تغطرس الوضيع مُحدث النِّعمة والثراء، وكيفية تعامل العقلاء معه، نذكر ما يلي:

-علامات الوَضِيع الثريّ: يظهر في كلام وتصرّفات الوضيع من كثر ماله، وتغطرس علامات بارزة تدلّ على شخصيته المُنَفِّرة، منها على سبيل المثال سعيه المُفرِط الى مقارنة نفسه بالآخرين عريقي الثراء، بهدف التطاول عليهم.

وربما لا يكاد يخفي تَّشَفِّيه إذا تعرّض من كان يهابه في السابق الى مشكلة، أو صعوبة حياتيّة معينة، ويميل هذا النوع من الشخصيّات السامّة (الوضيع الثري المتغطرس) الى نكران جميل من أحسن إليه، سواء كان فرداً أو وطناً، ويرى أنه لا فضل لأحد عليه إطلاقاً، وأنه يستحق ما لديه من مال فقط بسبب كونه فلاناً من الناس.

ويتعاظم بقبح على كل من هم دونه (الفقراء والمساكين)، وربما لا يحض على إطعام المسكين بسبب شحّ نفسه، وليس بأنيق الثّياب بسبب جهله.

فأمّا أنه يفرط في ارتداء ما هو مزخرف في غير وقته ومحلّه، وإذا كان امرأة فستلاحظها تضع ماكياجاً كثيفاً جداً، أو ترتدي ملابسها بشكل متكّلف، وكأنها مهرّج سيرك.

-أسباب تَغَطرُس الوَضِيع إذا كثر ماله: تُعْمِي فجائيّة الثراء بصر وبصيرة الوضيع، لعدم وجود استعداد نفسي ملائم لديه يؤهله لاستحقاق ما أتى إليه من مال وافر على حين غفلة، وسعيه للتعويض النفسيّ على حساب الآخرين بسبب شعوره بالنّقص، وعدم الاستحقاق.

-تعامل العقلاء مع حديث الثراء المُتَغَطْرِس: يستلزم على العاقل عدم منح الوضيع أكثر من قدره الحقيقيّ، وربما تذكيره مباشرة، أو غير مباشرة، بما كان عليه في السابق، وحين يتطاول على العقلاء في المجالس العامة، فما عليهم سوى توجيه العبارة التالية إليه: "أَطْرِقْ كَرَا إِنَّ النَّعَامةَ فِي الْقُرَى"!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi