مساحة للوقت
ظروف الدنيا دائماً في حالة مفارقات وصدف كثيرة، تواجهك.
قبل 34 عاماً كنا نعمل في لجان التطوع في سفارتنا في دمشق، وكذلك بالمكتب الإعلامي الكويتي، وحققنا إنجازات ونجاحاً كبيراً بالدفاع عن حقوقنا الوطنية والإنسانية، تحت شعار "الكويت حرة" الذي كان كالرعد والبرق، الذي اخترق العالم وأثر في حياتنا اليومية، وفي ديار الغربة القسرية، وكنا، آنذاك، نساءً ورجالاً نعمل بجهد ومثابرة، وعزيمة من أجل تحقيق النصر، وتحقيق حرية الكويت.
لذلك يبقى بالذاكرة أناس عالقون في الوجدان لن تنساهم للابد، فعندما عملنا في اللجنة التعليمية، كانت الاستاذة القانونية حنان الصايغ، التي كانت تعمل في مكتب الملحق الثقافي في دمشق خير عون لنا بأنشطتنا، التربوية والثقافية، هناك، وبعد التحرير غادرنا دمشق إلى الكويت الحرة.
بالتأكيد عدنا إلى اعمالنا المعتادة لخدمة الوطن، البعض منا التقى في الكويت مرات عدة، وخصوصا نحن الإعلاميين والصحافيين.
قبل ايام وصلني هاتف مفاجئ، فكانت المتحدثة الاستاذة حنان الصايغ، وزوجها الدكتور طارق الصقعبي للسلام عليَّ وتحمدهما لي بسلامة الصحة بعد اجراء عملية جراحية ناجحة لعلاج مشكلة في القلب والحمد لله.
لقد سعدت باتصالهما، وسماع صوت السيدة القديرة حنان الصايغ الذي فتح ذاكرتنا منذ 34 عاماً مضت، وهنا عرفت صدق المثل المعروف والقائل "مصير الحي يتلاقى".
انها الايام تتداول بين الناس، وهذه الدنيا القريبة منا في تنشيط ذاكرتنا، كلما مضى الزمن، وتقادمت حياتنا، فلا بد من يوم نلتقي فيه من جديد، والحمد لله.
إلى اختنا الطيبة حنان الصايغ وزوجها القدير الصديق طارق الصقعبي مع التحية والتقدير، والى لقاء متجدد يحقق لنا الفرحة بعودة رفاة اسرانا الشهداء المفقودين في العراق.
كاتب كويتي
[email protected]