إنَّما يُضَنُّ بالضَّنِينِ

حوارات

يَضِنُّ المرء بالشيء عندما يتمسّك به، لاسيما إذا كان شخْصاً متميِّزاً أخلاقياً، ويشير المثل العربي عنوان المقالة "إنَّما يُضَنُّ بالضَّنِينِ" الى أهمية حرص العاقل على الحفاظ فقط على تلك العلاقات، الفردية والاجتماعية، التي تمثّل بالنسبة له أشياء ثمينة يجب الحفاظ عليها.

وفي الوقت نفسه، حري باللبيب ألّا يتمسّك بصداقة، أو إخاء أو مودّة من لا يتمسّك بصداقته، أو إخائه أو مودّته معه.

ومن بعض الأشخاص الذين من المفترض أن يُهجروا، والعلاقات، الفردية والاجتماعية، عديمة الفائدة، والعلاقات الثمينة والأشخاص الذين يجب الضَنُّ بهم في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:

-العلاقات التي لا نفع منها، والأشخاص الذين "يُزْهَدُ" فيهم: فسّر أجدادنا العرب مثل "إنَّما يُضَنُّ بالضَّنِينِ" بوجوب التمسّك بإخاء من يتمسّك بإخائك، ويَتَحَتَّم على العاقل أن يودّ الانسان الذي يتمسّك بإخائه، ولا ينأى بنفسه عنه، ويقوّي علاقته معه ويَلْزَمُه، وإذا كان ليس من قرابة الدم، فيجدر به أن يعتبره أخاً أو أختاً له لم تلدهما أمّه.

وحيث يصعب أحياناً في عالم اليوم المتقلّب الذي تكثر فيه العلاقات الضّبابية، العثور بسهولة على من يستحقّ الثقة به، وليس كل إِخاء يتجلى على أرض الواقع كما يُصَرّح به!

-الشخص الذي يُضَنُّ به: تتآلف وتتنافر أرواح الناس وفقاً لقوانين الجذب الكونيّة الغامضة، وكلما نقيت علاقات الأفراد من شوائب المصالح الشخصية الضيّقة، تحوّلت علاقات تكافئية ومجزية لكل الأطراف.

ومن السّمات التي تدلّ على الشخصية التي يتوجّب الضنُّ بها هي سهولة التواصل مع صاحبها، وسماحة طبعه، ويسر التعامل معه، وثقته المتوازنة بنفسه، والتزامه بمواعيده وبعهوده، وبمواثيقه الأخلاقية مع كل الناس، وتواضعه، وكرم يده، ونظافة قلبه، ولسانه، وتصرّفاته من مثالب ورواسب القبلية، والطائفية، والطبقية الفوقية، والفئوية التمييزيّة، وهو شخص سويٌّ نفسياً يعتقد أنّ لك عليه من الحقّ ما له من الحقّ عليك، وهو بريء من كلام وتصرّفات الإفراط، أو التفريط، وحين يفارقك في جسده، يبقى في عقلك عبير أخلاقه السويّة وأثر حسن تعامله معك، فلا تَضُنّنَّ سوى بالضّنين، تربت يداك.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi