أمثال عربية تَكْشِف عن قَواعِد سُلوكيّة فعّالة

لا أُخْفِي عن نفسي، وعن أحبّتي وأصدقائي، ِانجِذَابي الشغوف الى القراءة والتفكّر المستمر في معاني الأمثال العربية القديمة، لاعتقادي أنّ كثيراً منها ربما تكشف عن قواعد سلوكيّة فعّالة تصلح لكل زمان ومكان.

وربما يعجز كثير من أَسَاطِين علم النفس عن توضيح أسبابها وتأثيراتها الفعّالة، ومن بعض ما أّتَّخِذُه كقواعد سلوكيّة شخصيّة أستمدّها من الأمثال العربية العريقة نذكر ما يلي:

-لا تجري الأقسام على قدر الافهام، ولا الأرزاق على مبلغ الأخلاق، ولا تضع في عنقك طوقاً لا يمكنك نزعه، ومن لم يَرَ باطناً يعش واهناً.

والانْقِبَاض عَنِ النَّاس مَكْسَبَةٌ للْعَدَاوةِ، وإفرَاطُ الأنْسِ مَكْسَبَةٌ لِقُرَنَاء السُّوءِ فكن من الناس بين القرب والبعد، وخير الأمور أوساطها، وأصوب الْأُمُور ترك الفضول، ومن تعظّم على الزمان أهانه، ومن سلك الجَدَدَ أمِنَ العثار، ولا يراك عدوك إلا أحصن (أحذر) ما تكون، وإذا اشتبه عليك أمر تجنّب أقربهما الى هواك، وذَرْ مَا لَسْتَ مِنْهُ فِي شَيْءٍ، وَلا تَنْطِقْ فِي مَا لا يَعْنِيكَ، وَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ دَرَاهِمَكَ، ومَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ تَكَبَّرَ عَلَى مَنْ دُونَهُ إِلَّا وابتلاه الله بالذلّة لمن فوقه. ولعلّ حتف امرئ فيما تمنّاه، ومن قوى على نفسه تباهى في القوّة، وأَلْطفْ غُباً تزدد حُبّاً (بتصرّف)، وإيّاك وما يُعتَذَرُ منه، ومَصَارِعِ الْعُقُولِ تَحْتَ بُرُوقِ الْمَطَامِعِ، وتغطَّ بأثوابِ السَّخاءِ فإنَّني أرى كلَّ عيبٍ والسَّخاءُ غطاؤه، ولا تَنْصَحَنْ إلاَّ لِمَنْ هو قَابِلُهْ، و"تَمَسَّكْ بإخاءِ من يتَمَسَّك بإخائك، وعند الخوف يُحْسَنُ العمل.

ومن علامات العاقل ان يكون عالماً بأهلِ زمانه، حافظاً للسانِه، مُقْبِلاً على شانِه، ومصائد هلاك النوابغ دوام انفصالهم عن الواقع (بتصرّف)، والضعيف يتسلّط عليه الذَّرْ (صِغار النَّمْل)، وما يسلم الا من يعيل، والمنسدح كلن وطاه (بيت شعر ينسب للشيخ سالم المبارك، رحمه الله تعالى)، ومِنْ مَأْمَنِه يُؤتى الحَذِر، واصبر على ما جاك من وقتك اللاَّش، واستو على الشدَّات راعي عزايم، فلعلّ وعَسَى.

 كاتب كويتي