تعميم "الأوقاف"

زين وشين

صدر تعميم عن وزارة "الاوقاف" بقصر الخطبة وصلاة الجمعة على ربع ساعة فقط وطبعا، وهذا التعميم كان بعد دراسة مستفيضة بما يتفق مع توجهات الدولة!

نقول لوزارة "الاوقاف" بكل مسؤوليها، وبالخط العريض: انتم "ما تمونون" على المساجد، ولايطيعونكم أئمة المساجد في كل الكويت، إلا من رحم ربي منهم، فالغالبية منهم يأتمرون بأمر الاحزاب التي ينتمون اليها، ولا يأتمرون بأمركم، فتعميمكم الاخير لا قيمة له ما لم يتفق مع هوى الحزب المسيطر على مفاصل الوزارة، وكل شكوى تقدم ضد امام من الائمة لايؤخذ بها، وتعتبر كأن لم تكن حين يكون الامام حزبيا.

هذا ما يراه المصلون في جميع مساجد الكويت، ولا يراه اصحاب المكاتب الضخمة مصدرو التعاميم.

هناك تعميم سابق بوجوب الدعاء للأمير وولي عهده، وللكويت، اتباعاً للسنة، في نهاية كل خطبة، فكم خطيبا يلتزم هذا التعميم؟

أغلبهم، إلا من رحم ربي منهم، يدعون للقاصي والداني، ولا يدعون لنا، واذا حاججهم المصلون يقولون: جل من لا يسهو!

سبق وعمموا على الائمة التزام القنوت والدعاء لغزة واهلها، وبدلا من ذلك اصبحوا يدعون على المطبعين، لان تلك توجهات الحزب وتعليماته لهم، التي يعتبرونها اهم من توجهات الدولة، فالحزب هو من وظّفهم، وهو الذي يحميهم من المساءلة.

"الشق أكبر بكثير من الرقعة"، والقصة لا تنتهي عند تعميم يصل الائمة، ولا يلتفتون ناحيته، ولا يعيرونه الاهتمام الذي يستحق، واذا عاتبهم مصل على الاخلال بميثاق المسجد كان ردهم: اذهب إلى الوزارة وقدم شكوى. لانهم متأكدون ان الحزب سوف يحول بينهم وبين المساءلة التي قد تصل عقوبتها إلى انهاء الخدمات!

نحن لا نبالغ ان قلنا ان وزارة "الاوقاف"، وان كانت تتبع حكومة دولة الكويت، إلا ان تغلغل الاحزاب فيها جعلها منطقة حزبية ممنوعا الاقتراب منها، اما المستقل فإنه يجد نفسه منبوذاً وسط الحزبيين، محاصراً منهم، ينتظر الفرج من رب العالمين، وما اكثر الذين لديهم ما يقولونه ولا يجدون من يستمع اليهم!

المطلوب انتفاضة حكومية تعيد الأمور إلى نصابها، وتعيد القطار إلى السكة، وهذا لن يحدث والأمور على ما هي عليه، ما لم تتحرك الدولة كلها، وتضرب الضربة الموجعة لجميع الاحزاب التي تمسك بمفاصلها، وتبعد المنتمين إلى بلدانهم، حتى لو اضطرّ الأمر الى تسليم المساجد إلى جماعة المصلين، يؤذنون ويقيمون الصلاة، إلى ان يتم تحرير الوزارة المختطفة!

هذا ما وجب التنبيه اليه، بعد ان لاحظنا كثرة التعاميم التي لا يتم تنفيذ ما ورد فيها...زين.