مساحة للوقت
فقدت الكويت رجلاً من رجالها الذين خدموها بإخلاص، في كل المواقع التي كانوا يديرونها بكل امانة، وتعاون، ومصداقية.
الشيخ علي العبدالله السالم الصباح رحل عنا تاركاً بصماته، الانسانية والمهنية، للذكرى والذاكرة، بدأ حياته العملية ضابطاً في القوات المسلحة، ولأنه كان رياضياً مارس مختلف الألعاب، الجماعية والفردية، في صفوف من زاملوه في القوات المسلحة، وفي النادي العربي الذي كان ينتسب له من شبابه حتى جاء اليوم الذي تولى فيه رئاسة النادي العربي لفترة زمنية، قبل ان يعين محافظاً للعاصمة.
لقد كانت ذكريات لنا مع بوعبدالله، رحمه الله، منذ وقت مبكر في الستينيات والسبعينيات، عندما بدأنا في صفوف فريق اشبال النادي العربي ولم تتجاوز اعمارنا 13 عاماً، وكنا نلاحظ في اوقات التمارين سيارات اللاعبين الكبار عند دخولها مقر النادي في المنصورية، وكان الشيخ علي العبدالله، رحمه الله، يأتي بملابسه العسكرية لأخذ مكانه في الساحة، ويغير ملابسة العسكرية أو ملابسه المدنية بملابسه الرياضية، كما كان، ايضاً، بعض اللاعبين الكبار يفعلون ذلك للنزول إلى الملاعب. وكنا ننتظر مرورهم الى جانبنا لإلقاء التحية عليهم فرحين بالتحدث معهم، ومرت الايام وكبرنا، فأصبحنا عناصر مقربة من مجالس الادارة بمختلف من ترأس النادي العربي، ومن كانوا اعضاء بمجالسه المتعاقبة.
في الثمانينيات وجدت نفسي ضمن عضوية احدى القوائم الانتخابية التي كانت برئاسة الشيخ نايف الجابر، رحمه الله وأحسن مثواه، وقد عملت مع المرحوم الشيخ علي العبدالله ادارياً في اللجان العاملة التي يشكلها مجلس الادارة، فكانت تلك الفترة من العمل مع مختلف مجالس ادارات النادي فرصة لتكوين الخبرات بالإدارة الرياضية، وبخاصة بالعلاقات العامة والاعلام، مع نخبة من الزملاء المختصين.
وجاءت فترة ترأس الشيخ علي العبدالله للنادي، وكانت العلاقة بيننا وطيدة، وتعرفت على شخصه المتواضع والمرن في التعامل، والقريب من فكرنا، وطموحاتنا الرياضية في خدمة النادي، والمجتمع الرياضي الكويتي، سواء على مستوى "العربي"، أو كل المستويات والمناسبات الرياضية.
كنا نشارك في البطولات الاقليمية معه بصفتنا ضمن وفود النادي العربي ،وكان السفر معه، رحمه الله، متعة طيبة وكبيرة لقربه، وتعامله معنا، ومع اللاعبين والجهازين الفني والإداري والطبي المرافق، وحتى بعد ان عُين محافظاً كنا نلتقيه بالمناسبات الرياضية والوطنية.
لقد ترك الشيخ علي العبدالله، رحمه الله، في ذاكرتنا العديد من المواقف الجميلة والذكريات الرائعة، فلن ننسى ذاكره وأحاديثه، والمناسبات التي جمعتنا معه، رحمه الله وطيب مثواه في جنات النعيم وانا لله وانا اليه راجعون.
وسيبقى بوعبدالله في ذاكرة كل من عرفوه، وكانوا قريبين منه، رحمه الله وطيب الله ثراه.
عزاؤنا للأسرة الكريمة، وأسرة النادي العربي الرياضي، ولكل اصدقائه ومحبيه.
كاتب كويتي
[email protected]