اتجاه الصميم
لفتتني تغريدة الشيخ علي جابر العلي الصباح، بشأن ما تحدثت عنه الشيخة شيخة عبدالله الخليفة الصباح، او بالاحرى ما قالته في مناسبة دينية، وعلاقة حكام الكويت بالطائفة الشيعية الكريمة.
ما يهمني في هذا الامر شخصية الشيخة شيخة، هذه التي لديها الكثير من المساهمات في مجالات عدة، تحديداً رئاستها الفخرية لنادي المعاقين، وما تبذله من جهد في هذا الصدد، فما نعرفه عنها الكثير من الجهود الجبارة، لكنها مقلة في الاعلام، لذا لا بد من الاضاءة على عملها، ورؤيتها الى الكويت، بكل مكوناتها، وطوائفها، وقبائلها، ووجهة نظرها يمكن اعتبارها نبراساً للشخصية الكويتية الصادقة الملتزمة العمل مع الجميع من منطلق انساني، ووطني بحت.
عرفنا عن الشيخة انها لا توارب الابواب في مواقفها، ولا هي ساعية الى جاه، اذ يكفيها انها ابنة الشيخ عبدالله الخليفة الصباح، صاحب الايادي البيضاء الذي عرف عنه سعيه الى الخير في كل المجالات، وكذلك مشاركاته بالعمل الشعبي مع الجميع، فهو لم يفرق بين هذا المواطن او ذاك، وعلى هذه جبلت الشيخة شيخة.
نحتاج في الكويت، اليوم، الى مثل هذه الشخصيات التي تعمل بوحي من ضمير وطني كي نؤسس لمرحلة جديدة من كويتنا، بعد معاناة كبيرة من المغامرات الطائشة غير المحسوبة العواقب، وما ادت اليه من انقسام اثر على مختلف الحياة في البلاد، ووصل في وقت ما الى الانقسام الاجتماعي الذي هو اصل كل علة.
ففي زمن الضجيج يغيب صوت العقل، لكن من لديه القدرة على اسماع صوته الهادئ، والعقلاني، ولكن بقوة، لا بد من ان يتميز ويثبت كلمته، وهو ما سارت عليه الشيخة شيخة، فلقد اثبتت انها فعلا قادرة على التغيير، لهذا حين تتحدث عن امر يخص الكويت وجوهرها الذي بنيت عليه، وعن التسامح المجبولة عليه مكوناتها كافة، فإن كلمتها تكون اساسا يبنى عليه، ومنطلقا للجميع الذين لا بد أن يتمثلوا بها، وينطلقوا منها في عملهم.
لا سيما في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى الاجتماع على كلمة سواء، وان نكون على قلب رجل واحد، فهذه المرأة لديها قدرة كبيرة على تعليم الاجيال كيف يكون التميز، وكيف يخدمون الكويت، من دون اي تمييز.
فما قاله الشيخ علي جابر العلي الصباح عما تحدثت به الشيخة شيخة هو من صميم الرؤية الكويتية الراسخة منذ تأسست الكويت، لذا فلها كل الشكر والعرفان على كل ما تفعله من اجل وطنها الذي يتباهى بها، كما يفخر بها ابناء وطنها.
اللهم احفظ الكويت.
محام وكاتب كويتي
[email protected]