علم الكويت دخيل ولا يمثلها

بمناسبة قرار الحكومة واعقبه بيان وزارة الداخلية بشأن منع رفع اعلام غير العلم الرسمي للدولة، كتب زميلنا الكاتب والاديب الاستاذ عبدالله خلف مقالة، وفي ما قال: ان العلم الاحمر الذي يرفع في الاحتفالات الوطنية، اصله علم تركي، فالعلم الكويتي الاقدم الذي كان يرفعه النواخذة على سواري سفن الغوص احمر مشرشرح جهة السارية، وان هذا العلم التركي لا ينبغي رفعه في المناسبات.

لعلنا ينبغي ان نشكر الزميل الاديب عبدالله خلف على تنويهه، عن العلم التركي الذي يتم رفعه في المناسبات والاحتفالات الوطنية، ونغني "هذي الكويت صل على النبي".

انا هنا اضيف، ولعلي اذكر انني كتبتُ مقالة عن العلم الحالي ذي الاربعة الوان الاخضر والابيض والاحمر والاسود، انه في الواقع لا يمثل الكويت، ولا يمثل تاريخ الكويت، وكفاح شعبها بالدفاع في الحروب والغزوات عن وطنهم الكويت.

هذا العلم دخيل على الكويت، فهو مأخوذ من بيتي شعر للشاعر العراقي صفي الدين الحلي، العلم اي علم ينبغي ان يعبر عن طبيعة الدولة والمجتمع، وكل الدول رفعت اعلاماً ترمز الى تاريخ وكفاح الشعب، او رمزا يمثل طبيعة الارض مثل كندا ولبنان وبلدان اخرى.

الكويت ليست دولة زراعية حتى نقول "خضر مرابعنا" مثلاً، ولا نستطيع ان نتغنى بالانهار، ونحن نعب من البحر المالح فنحلبه الى ماء صالح للشرب، وللاستعمالات الاخرى.

الكويت في تاريخها لم تكن دولة معتدية، انما كان يأتيها العدوان من الخارج، واخره الغزو العراقي الهمجي الغاشم في الثاني من اغسطس 1990، ولا تزال الكويت مهددة في وجودها، بعد تحرير الكويت من العدوان العراقي كان ينبغي تغيير العلم، والذي لا يمثل ولا ينطبق على تاريخ الكويت وطبيعة الارض وكفاح الشعب في الغوص والسفر.

والحديث يجرنا الى القرار الاخير في منع رفع اعلام غير علم البلاد، وهذا قرار جيد، وان تأخر كثيراً، لكن يبقى السؤال الذي تجاهله بيان الداخلية وهو: ان الفنادق والشركات والمطاعم ذات الخمس نجوم والاستراحات كلها ترفع اعلاماً خاصة بها، فهل ينطبق عليها قرار الداخلية ام معفية؟

قديماً في موسم الحج كان يرفع على منازل الحجاج علم اخضر او ابيض، ولا يزال على ما اظن ان هذا التقليد سار، وبالعودة الى العلم الرسمي للدولة اقول مجدداً: ان العلم الحالي لا يمثل الكويت، بل لعله دخيل وينبغي اختيار علم اخر يليق بالكويت، ويمثل تاريخها وكفاح شعبها في البحر والبر، فالكويت دولة مستقلة لا تتبع، ولن تتبع احداً، فليكن علمنا من ذات طبيعة ارضنا.

صحافي كويتي

[email protected]