خلال معرض أقيم في "رواق الدار" الروسية بالرباط
افتتحت الفنانة التشكيلية نعيمة زمرو، معرضها الفردي الجديد، وذلك برواق الدار الروسية، الكائن بشارع النصر بالعاصمة المغربية الرباط.
وأقامت زمرو هذا المعرض، تحت شعار"سفر مع الألوان" وذلك في إطار فعاليات النسخة 11 من مهرجان الفنون التشكيلية، بدعم من المركز الروسي للعلم والثقافة والدار الروسية بالرباط.
وقدمت الفنانة في معرضها الجديد، فيضا من اللوحات الموحية، التي تمتح من عوالم ساحرة، تراقصها الألوان بشكل بديع، يجعل من الفن التشكيلي لدى الفنانة نعيمة، رقصة تجريدية ليست ككل الرقصات.
كما برعت فنانتنا الرقيقة في استماله الجمهور، إلى رؤاها الفنية المبهرة، وذلك من خلال حركة الريشة الخفيفة وجمالية الألوان، وتقنيتها البارعة، التي صنعت أعمالا باذخة تعبر بالرمز حينا، وبالإشارة حينا آخر، في صورة شاعرية لا تخطر على بال.
الشعر في حضرة الفن التشكيلي "النعيمي"، سفر بلا تأشيرة باتجاه اللادرياء، حيث التأمل فضيلة، وحيث مدائن الألوان فضيلة إبداعية من نوع آخر، إنها نوع من الانتشاء الفني الذي ليس له مثيل.
لا مثيل لأعمال الفنان التشكيلية نعمية زمرو، بمعنى آخر، فهي لا ترسم مثل الأخريات، ولا تبدع في جلباب الآخرين، إنها تؤسس لعالمها الخاص بها، عالم، يقطف من الورد أناقة الصباح، ومن الصباح سكينة بحر أمير، يتدفق برقة الشعر، ويمتد حد الأفق المتوهج.
ان الأفق التشكيلي لدى الفنانة زمرو، سفر بعيد، في زرقة بحر له موج الحلم، حين يتدفق على شاطئ العشاق والناسكين، والحالمين بغروب جذاب، وشمس تغطس في البحر وقت الأصيل، كصحن ليمون.
تلك الألوان الدافئة، التي تعطي للجمهور طاقة إيجابية، وتمنح للرائي هدوء ليس ككل راحة نفسية، إنها ألوان السكينة والدفء والهدوء الممزوج، بأحاسيس تحكي الف قصة وحكاية، حكاية اللون التي تنكتب في عمق اللوحات كل مساء، وفي الهزيع الأخير من ليلة مقمرة ووضاءة.
هكذا نستنشق من لوحات نعيمة زمرو، سفرا ثقافيا وفنيا في تراث الأجداد، عبر قصبات وأسوار، واقواس، ومدن عتيقة، ورائحة التراب والطين، وعبر عنفوان القبيلة، والدار الكبيرة، وظلال النخيل الذي يسمو بأرواح الأسلاف في الجنوب العزيز.
ألوان نعيمة زمرو، نفحات فنية غربية شرقية، تراقصها نسائم الشمال والغرب على أرجوحة فن جمالي، له حس شاعري، يلامس نبض الفؤاد والخواطر، وجوهر الروح، إنها أعمال تسائل الذات والآخر والكينونة، كما تسائل الهوية والتاريخ، والرقة والرومانسية، التي توجدها على مختلف زوايا اللوحات، وبذلك تحقق علامة التميز في أبهى التجليات.