الثلاثاء 13 مايو 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

الفكر المتطرف

Time
الأحد 07 يوليو 2024
View
90
طلال السعيد
زين وشين

خبر صادم نشر في الصحافة المحلية، يقول: إنه تم اخيراً القاء القبض على مجموعة من الشباب بتهمة الانتماء إلى جماعات متطرفة، والادهى والأمر ان هدف تلك الجماعة زعزعة أمن البلاد!

توقفت طويلاً عند هذا الخبر، فالجميع يستغرب حين يسمع ان هناك كويتياً لا يحمد الله ويشكره على نعمة الكويت، ويتأثر بالفكر المتطرف، وينتمي الى مثل هذه المجاميع، ويحاول الاخلال بامن وطنه الذي يعيش فيه هو وأسرته آمنا مطمئناً.

ماذا عملت لكم الكويت حتى يكون هذا جزاءها، وماذا عملتم انتم لها في المقابل، وما الذي ينقص المواطن الكويتي حتى ينتمي إلى الجماعات المتطرفة، التي تأخذ منه ولا تعطيه، وما ان يقع إلا ويترك يواجه مصيره؟

في المقابل الدولة الكويتية تضمنه من المهد إلى اللحد، او من الحياة إلى الوفاة، والمواطن في الكويت يتمتع بهامش حرية يحسد عليه، ويضرب به المثل، فهو يتحدث بكل حرية، ويذهب إلى بيته لينام آمناً فما الذي يجعله يندفع نحو تلك الأفكار، او بمعنى اصح ما الذي ينقصه حتى ينتمي إلى هذا الفكر المتطرف؟

قد يعذر مواطن الدول البوليسية والديكتاتورية التي تصادر حريات مواطنيها، وتمنعهم من التعبير عن رأيهم، فما ان يتكلم احدهم الاّ ويجد زوار الفجر بانتظاره، والتهم جاهزة ومعلبة! وهذا بكل فخر واعتزاز لا يحصل في الكويت، ولا يعرفه المواطن الكويتي، ولايمارس عندنا، فحرية الرأي والتعبير كفلها دستور دولة الكويت، حيث يمكن للمواطن التعبير عن رأيه بكل حرية، شريطة ان لا يتعدى على الآخرين. مناخ الحرية الذي تتمتع به دولة الكويت لا يسمح للفكر المتطرف بالنمو فيها، فما الذي يريده منا هؤلاء المتطرفون الذي ينشرون فكرهم بيننا، والمؤسف انهم يجدون من يستمع لهم ويتأثر بهم؟

هذا جرس إنذار جديد يجب التعامل معه بمسؤولية، اذ لا بد من تسليط الضوء الكاشف على هذه الظاهرة التي يبدو انها انتشرت بين مجاميع من الشباب في الاونة الاخيرة، وعلى ما يبدو ان ما لا نعلمه عنهم اكثر بكثير مما نعلمه، والسؤال الذي يجب ان نتوقف عنده: هل يقوم المجتمع كله، بما فيه البيت والمدرسة والمسجد، برسالته الوطنية لتحصين النشء ضد الفكر المتطرف، وهل يسلط الإعلام الوطني الضوء الكاشف على فكر تلك الجماعات، ويبين خطورتها، وخطورة الانتماء إلى الجماعات المتطرفة؟

الامر لا يمكن السكوت عليه، فلم يكن احد يتصور او يصدق ان للمتطرفين مكاناً في هذه البلاد...زين.

آخر الأخبار