الوزارة أكدت أن حمايتها من أهم أولوياتها والقرار يثير ردود فعل متباينة وغضباً
- العنزي: المريض أعطى موافقته على التصوير من تلقاء نفسه بكتاب خطي
- الحبيب: الطبيب أخطأ دون قصد وأتمنى إعادته فوراً مع توجيه رسالة تنبيه
- العوضي: حديث العهد بالمهنة... من أعطى له حق تصوير المريض؟
مروة البحراوي
في خطوة أثارت ردود فعل متباينة، أكثرها غاضبة، قرر وزير الصحة د. أحمد العوضي ايقاف جراح المخ والأعصاب د.حمد العنزي عن العمل شهرا، على خلفية فيديو بثه الأخير عبر حسابه على وسائل التواصل، لإحدى العمليات الجراحية الخطرة التي أجراها، على نحو اعتبرت انتهاكا لخصوصية المرضى وسرية بياناتهم.
وفي مواجهة موجة الغضب التي قوبل بها قرار الايقاف، نشرت وزارة الصحة عبر حسابها على منصة (اكس) بيانا صحافيا، أكدت فيه أن حماية خصوصية المرضى وسرية بياناتهم الطبية من أهم أولوياتها، مشيرة إلى أن المادة (21) من القانون رقم (70) لسنة 2020 حظرت تصوير المريض أو مزاول المهنة لأي سبب من الأسباب، وبأي وسيلة من الوسائل، إلاّ بعد الحصول على موافقة خطية مسبقة من المريض أو مزاول المهنة من جهة، ومن إدارة المنشأة الصحية من جهة أخرى.
وأوضحت أن إجراء أي نوع من أنواع التصوير غير المُحكم بالضوابط التي حددها القانون، قَد يعدُّ انتهاكاً لخصوصية المرضى، مؤكدة أن احترام خصوصية المرضى وكرامتهم جزء أساسي من أخلاقيات المهنة، والواجبات المجتمعية
من جهته، أوضح العنزي أنه لم يقم بالتصوير الا عندما طلب منه المريض نفسه التصوير والنشر على حسابه في وسائل التواصل، مؤكدا أن المريض أعطى موافقته على التصوير من تلقاء نفسه بكتاب خطي بيده توثيقا لجهود كل أعضاء الطاقم الصحي.
وإذ شكر العنزي كل من تضامن معه، أكد أنه يحترم قرار وزارة الصحة، وطالبها بإعادة النظر في إيقافه عن العمل لاسيما وأن كل اجراءاته تمت وفقاً للقوانين واللوائح المعمول بها.
في الوقت ذاته، استنكر أطباء وناشطون قرار الايقاف، وأكدوا أن الطبيب لم يرتكب جرما لمساواته بالطبيب المتحرش أو المهمل. وأعلنت استشارية أمراض القلب والأوعية الدموية د. فريدة الحبيب تضامنها الكامل مع العنزي، قائلة" اقف مع هذا الشاب النشيط المنجز الناجح وأدعمه وأتمنى إعادته فورا إلى عمله، مع توجيه رسالة تنبيه بالتزامه بالقوانين واللوائح التي تخص المهن الطبية والتي قد أخطأ ـ دون قصد ـ في تقدير أهميتها ولكني مع الأسف متأكدة أن هناك زملاء ملأت الغيرة قلوبهم فأوعزوا بالإيقاف، فهو ليس الأول ممن واجهوا التآمر المهني.
وأضافت: "أثق بأن وزير الصحة د. أحمد العوضي سيتدخل لإحقاق الحق، فشخصية منجزة وكفاءة لا يجوز احباطها، حمد شاب طموح ومتميز ".
بدوره، قال المحامي والناشط صلاح العلاج: لدينا كفاءة وطنية محترمة والجميع يعلم أنه معروض عليه العمل في أفضل مستشفيات العالم وهو يفضل العمل في البلاد، وليس من المعقول وقفه عن العمل لأنه قام بتصوير عملية جراحية، في الوقت الذي يقوم فيه العديد من المستشفيات والأطباء في المملكة العربية السعودية وبريطانيا وجميع دول العالم بنشر نجاحاتهم وعملياتهم.
وتساءل: لماذا تحرمون المرضى من كفاءة مثل العنزي، بل وتعاملونه معاملة الطبيب المتحرش او المهمل أو الذي يتقاضى معاشات لسنوات طويلة دون وجه حق وهو خارج البلاد، واختتم حديثه موجها رسالة مباشرة للعنزي بالذهاب إلى الدول الخليجية التي تقدر الكفاءات وتعتز بهم.
في المقابل، انتقد استشاري جراحة الكلي والمسالك البولية د. خليل العوضي نشر الحمد مقاطع مصورة قائلا: الظاهر انك حديث العهد بالمهنة.. من أعطى لك حق تصوير المريض في غرفة العمليات؟ حتى لو أخذت موافقة فليس من أخلاق المهنة أن تظهر وجه المريض وتتكلم عما حصل له ".