الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
22°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد عايد الجنفاوي
كل الآراء

لاَ يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفَاً وَلاَ بُغْضُكَ تَلَفاً

Time
الأربعاء 10 يوليو 2024
View
20
د.خالد عايد الجنفاوي
حوارات

قال أحد عظماء وحكماء الإسلام "لاَ يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفَاً وَلاَ بُغْضُكَ تَلَفاً"، وهي عبارة عميقة المعنى، حكيمة المقاصد، وتبيِّن بوضوح سوء تجاوز الحدّ في الكلام والتصرّفات الشخصيّة، لا سيما في علاقات الانسان مع الآخرين. والكَلَف يشير الى التعلّق الشديد بالشيء، أو الإنسان الآخر، ومن يفرط في بغضه للفرد الآخر، ربما يجلب الى نفسه الهلكة من حيث لا يدري، ومن بعض مظاهر الإفراط في السلوكيّات، وبعض دوافع وأسباب الاعتدال السلوكيّ في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:

- الْاِنْفِعالِ الْعَاطِفي لغير الناضجين نفسيّا: ألد أعداء البالغ عمرياً والناضج نفسياً هو انغماسه في الانفعال العاطفي المفاجئ والمُفرِط، سلباً أو إيجاباً، فسرعة الغضب ربما تدلّ على وجود حالة نفسية سلبية يُطلق عليها الاضطراب الانفجاري.

كذلك يدلّ الابتهاج المفاجئ على وجود مرض الاضطراب مزدوج، أو ثنائي القطب، والحالة النفسية السويّة يجب أن تتّسم بالاعتدال.

-الحبُّ من طرف واحد سذاجة تفكير من طرف واحد: تشير سذاجة التفكير، لا سيما عند البالغ عمرياً، الى بساطة تفكيره، وربما عدم فهمه لبعض الحقائق الحياتية الثابتة التي ترتبط بالعلاقات الإنسانية الطبيعية، فلا يمكن أن ينغمس في حبٍّ من طرف واحد سوى سريع التصديق، والانخداع، ومن يعاني من الانفصال عن الواقع.

- التَّوَدُّد المفرط تذلّل: يظنّ بعض الأفراد المضطربين فكرياً بإختيارهم، أنّ تودّدهم الشديد للناس الآخرين ربما سيقرّبهم إليهم، بينما يحدث أحياناً أنّ من يتوددون إليهم لا يكادون يطيقون النظر إليهم، أو حتى سماع أصواتهم، وكلما انغمس المرء في التودّد المُفرِط كلما انخفضت نسب تقديره لذاته، واحترامه لنفسه.

-البُغضُ المفرط والمُعلن حمقٌ: لا يُعلِنُ مقته الشديد لشخص آخر ينتمي لبيئته نفسها سوى من يفتقد مهارة التواصل الاجتماعي الفعّال، ولا يُصرِّح ببغضه لفلان من الناس سوى من هو أهْبَلْ.

- كُنْ من الناس بين القرب والبعد: من علامات العاقل توخِّيه الحَيْطَة والحذر أثناء تعامله مع الناس في العالم الخارجي، فلا ينعزل عنهم تماماً، ولا ينبسط إليهم بالكليّة، لكن يتموضع وسطاً.

 كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار