خبز الرّفلة

زين وشين

الأمثال الشعبية عصارة تجارب الشعوب، ومن أمثالنا الشعبية مثل يقول: "خبز خبزتيه يالرّفله أكليه"، و"الرفلة" هي الخاملة من النساء، وهذا المثل دعوة لها لتأكل خبزها السيئ، ومن هذا المثل اشتق قولهم "أكلها" لمن يقع في شر أعماله. وخبز "الرّفلة" عندنا تلك العمالة الهامشية التي جلبت إلى بلادنا، وتركت تعيث في البلاد فسادا، فلم يبق من طرق السرقة والحرمنة لم يسلكوه، في غياب العين الحمراء.

مجرمون يمتهنون السرقة قدموا إلى بلادنا، والسرقة تسري في عروقهم، فمن سرقة الكهرباء إلى أغطية المناهيل، ودرامات الغاز، إلى سرقة الحديد والاسمنت من البيوت قيد الإنشاء، إلى قطع الطريق وانتحال صفة رجال الأمن، إلى نهب وتسليب كل سيارة تتوقف لأي سبب، أو تترك في حال تشغيل، وغيرها من كل أنواع السرقات التي لم نكن نعهدها من قبل، حتى ابتلينا بهذا الكم الهائل من المجرمين تحت مسمى عمالة هامشية. والادهى والامر ذلك الفيديو الذي يتم تداوله صورته كاميرات مسجد لوافد من جنسية عربية (ما نعرفها) يسرق أحذية المصلين.

بكل وقاحة تجرأوا على حرمة بيت الله سبحانه، ولا يخشون دعاء المصلين، فهل تتصورون ان من لم يحترم المسجد سوف يراعي حرمة بيوتنا، ولا نستبعد دخولهم علينا في داخل بيوتنا، خصوصا بعد زحفهم المنظم على المناطق السكنية؟

هذا خبز الرّفلة الذي بلانا به تجار الاقامات، والشركات الوهمية، حتى كتموا أنفاسنا. نحتاج بشدة إلى القبضة الأمنية الحديدية، ونحتاج الى العين الحمراء التي تجعل أحدهم يحسب الف حساب قبل أن يقدم على السرقة، أو تجبره على مغادرة البلاد غير مأسوف عليه. صحافي من احدى المجلات المصرية زار الكويت قبل الاستقلال، وكان الأمير الأسبق الشيخ صباح السالم، رحمه الله، وزيرا للداخلية، أو كما يسمى مديرا للأمن، وسأله الصحافي سؤلا مباشرا عن عدد السجناء في الكويت؟

فأجاب، رحمه الله، بكل ثقة: لا يوجد أي سجين واحد في الكويت.

هذا الكلام موثق ومنشور، والذين امامنا اليوم في المشهد السياسي، ويقودون البلاد هم أحفاد ذلك الجيل الذهبي، أو جيل الطيبين الذين حموا البلاد والعباد بـ"العصا"، فما ان يجلد أحدهم إلا ويتأدب الآخرون. فلم تكن الكويت خالية من المجرمين وقتها، لكن الهيبة والعين الحمراء والعصا جعلتهم يسيرون على الصراط المستقيم، فهل نرى العين الحمراء بعد نهاية المهلة سيئة الذكر هذا مانتمناه...زين؟