الاثنين 12 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طارق ادريس
كل الآراء

"محرم الحرام"... وراية النصر

Time
الخميس 11 يوليو 2024
View
440
طارق ادريس
مساحة للوقت

في مثل هذه الايام الحرم، من شهر محرم الحرام، قبل 34 عاماً دخلت علينا في جنح الظلام، لتدنس ارضنا الطاهرة يد واقدام وآليات ومروحيات الغدر والاجرام، وعاثت فساداً ونهباً، وأجرمت بحق الأبرياء من ابناء الكويت الشرفاء، الذين قاوموا هذا العدو الغاشم وفلوله، ورفعوا راية النصر من دون كل الرايات، بل احتضنوها دفاعاً كي لا تسقط، واستشهد دونها أبطال من كل طوائف ومكونات الشعب الكويتي، فاختلطت دماء شهدائنا الأبطال مع بعضها البعض من أجل الحرية والاستقلال، لتبقى راية الوطن خفاقة على صدورهم، وبيوتهم وترسم على جداريات البيوت والمدارس، والمرافق العامة راية الكويت الأبية مرفوعة في وجه الغدر، والغادرين الغزاة، وشوكة في عيونهم وأجسادهم.

نجحت المقاومة الكويتية الباسلة في هذا الشهر المحرم في لملمة الصفوف، وشكلت الخلايا من كل طوائف وانتماءات الشعب الكويتي، مدنيين وعسكريين، وشباب وشابات، وبدعم شعبي ووطني، ضربوا مثلاً خارقاً في توحيد الكلمة والجهاد من أجل بقاء راية الكويت خفاقة، ومن اجل الكويت حرة أبية مستقلة.

نعم اليوم، وبعد مرور 34 عاماً تعود الذاكرة لإحياء هذا التلاحم، والتكافل الاجتماعي والوطني، لنتذكر اننا كنا جسدا وعقلا وتفكرا وهدفا واحدا، متحدين، الحضر والقبائل، الشيعة والسنة، وكذلك المثقفون ورجال الدولة، وافراد الاسرة الحاكمة يداً بيد، نحمل راية الكويت لتنتصر ارادتنا ومقاومتنا، من اجل ان نضرب للعالم كله اننا نعيش متحابين ومتضامنين كالجسد الواحد.

كما يجب الا ننسى كل تلك الاحداث لتكون في سجل تاريخنا الحديث، وتكمل مسيرة الاجداد والاباء الناصع من قبل 400 عام، حفروها في صحراء وبحر هذا الوطن الذي لا تزال أمواجه تهدر بصيحة "الهلولو يا مال "،وحداء الركبان على سنام الجمال.

نعم احداث شهر محرم الحرام درس يجب ان نخلده حتى تبقى صفحة ناصعة للأجيال "وصفعة" في وجه العابثين بأوراق الفتنة، وتفريق الصف الكويتي الذي اعتاد التكافل والتلاحم في السراء والضراء، وكفى عبثاً وتمزيقاً لوحدة الراية الكويتية، التي ستبقى خفاقة في ظل وحدتنا خلف قيادتنا الرشيدة والحكيمة نعمل بحزم وعزيمة صادقة للتصدي بالكلمة الصادقة والطيبة من أجل رأب الصدع، لنبقى ملتزمين بعهد اجدادنا وابائنا، حكاما ومحكومين، تحت علم الكويت ينبض كنبض قلوبنا، حباً وانتماء ورفعةً إلى الأبد جيلاً بعد جيل، وبالله نستعين.

حفظ الله كويتنا من كل الشرور والفتن، وحفظ قيادتنا الحكيمة من كل سوء ومكروه، والحمد لله العظيم، اللهم عجل فرج رفات أبنائنا وشهدائنا الاسرى في العراق.

 كاتب كويتي

[email protected]

آخر الأخبار