الكويت وفرنسا... علاقات إيجابية وتقارب شعبي واضح

تميزت العلاقات الكويتية - الفرنسية بأنها الأفضل بين الدول، إذ تعتبر نموذجاً للعلاقات الثنائية على أكثر من صعيد، كما أنها تمتد لأجل طويل، ما يبشّر أن المستقبل بين فرنسا والكويت مليء بالخير، فقد مرت العلاقات بمحطات بارزة ومهمة، أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها بما يحقق المصالحة المشتركة بين البلدين الصديقين. لقد استمرت مع مرور الزمن وأصبحت مثالاً يحتذى للعلاقات بين الدول الصديقة التي تجمعهما اهتمامات، وقضايا، ومصالح مشتركة.

ولن ينسى اي كويتي وقوف فرنسا، قلباً وقالباً، مع الكويت إبان الغزو الصدامي الغاشم في تسعينيات القرن الماضي، فقد كانت من أوائل الدول التي فتحت أبوابها للكويتيين في تلك المرحلة الصعبة جداً من حياتهم. وبعد التحرير وبدء مرحلة إعادة البناء، كانت فرنسا أيضا من أولى الدول التي دخلت الى الكويت وساهمت في إعادة بناء البلد من جديد بعد الدمار الذي أحدثه الغزو الصدامي، فكانت إنجازات رائعة منها على كل صعيد، ضمن أحدث وأفضل المعايير والمستويات المتقدمة. حاليا، هناك اهتمام واضح من القيادة الكويتية تجاه فرنسا خلال السنوات الأخيرة، بعد ما ازدادت زيارات الباحثين الفرنسيين الى البلاد، وكذلك أعداد بعثات التنقيب عن الآثار، وأعداد الطلاب الراغبين في دراسة اللهجة الكويتية واللغة العربية الفصحى في الكويت، كما وقّعت الدولتان العديد من الاتفاقيات الثنائية على المستوى الحكومي وعلى مستوى القطاع الخاص، وكل ذلك يدلل على التوجه الإيجابي في العلاقات بين البلدين والتقارب الحضاري بين الشعبين. ولا أدل على ذلك من تفضيل الكويتيين الباحثين عن السياحة في أفضل الأماكن فرنسا لقضاء اجازتهم السنوية فيها، نظراً لما تتمتع به هذه البلاد من جمال وأنشطة، وفعاليات طيبة، كما أنها تتيح للسائح الكويتي النهل من الثقافة الفرنسية وتاريخها العريق. هذا بالإضافة إلى قطاع التعليم واختيار الطلبة الكويتيين لفرنسا كي يلتحقوا بجامعاتها لتحصيل علومهم الأكاديمية، واستكمال مسيرتهم التعليمية.

وحول العلاقات الاقتصادية بين فرنسا والكويت على مستوى القطاعين العام والخاص فإن البلدين يتمتعان بعلاقات اقتصادية قوية للغاية، خصوصا أن فرنسا هي المورد الأوروبي الثالث للكويت، كما أن الكويتيين على دراية كاملة بجودة المنتجات الفرنسية، كما تعتبر مستثمرا مباشرا مهما في الكويت، حيث إن أكثر من ربع الشركات الأجنبية المستفيدة من هيئة تشجيع الاستثمار المباشر هي شركات فرنسية، ليتأكد أن الكويت شريك مهم للغاية لفرنسا ما يجعل علاقتهما قوية وثابتة.

 كاتب مصري