الكويت اليوم مختلفة كلياً عنها في الأعوام الماضية، من ناحية الظروف الإقليمية الشائكة، والمستجدات المحلية المتسارعة، فما يمكن استساغته سابقاً لا يمكن القبول به حاليا.
ومن الظواهر السلبية السابقة ممارسة بعض الناشطين في مجالات عدة مختلفة الضغوط على الجهات الحكومية لاداء دورها، وما شجع على ذلك هو تقصير الجانب الحكومي، آنذاك، في ممارسة دورها بتطبيق القوانين من دون إغفال بعض الممارسات النيابية التي تحمي المخالفين للأنظمة والقوانين.
فكان دور الناشطين وحملاتهم في ذلك الوقت يمكن قبولها وتبريرها بما ذكرته سابقا حول ضعف الجانب الرقابي لأجهزة الدولة، والتدخلات التي أعاقت عملها.
أما حاليا، وفي عهد الحزم، وتطبيق القوانين، فلا يوجد ما يستوجب محاولة البعض سلب اختصاصات الدولة، والتدخل في عمل أجهزتها، بل الأدهى من ذلك محاولة تصوير أجهزة الدولة على أنها جاهلة لا تعلم ما يدور من حولها، وأنها بحاجة لحملات فردية من قبل بعض الأشخاص المخبولين.
بل وصل الأمر بهؤلاء الى تصوير الكويت بصورة بشعة، وكأنها خليط سيئ من التعديات السافرة على المباني، وأنظمة فاسدة أضرت حتى بهويتها الوطنية، فأحدهم يزعم أن ثلثي الشعب مشكوك في صحة انتمائه للكويت، وآخر عيّن نفسه حامياً لأراضي الدولةـ وكاشفاً عن كل التعديات على أراضيها، فهو يصور بعض التعديات على أنها سنّة جبل عليها الكويتيون، وآخر قرر أن يكون عسساً وعيناً فيتجول على المحال، ويقارن أسعار السلع والبضائع بين الكويت والدول المجاورة، وكأن الكويت خالية من الرقابة التجارية.
هؤلاء أناس تصوروا أنهم أبطال خارقون، أنقذوا الكويت مما أصابها.
إن هذه الصورة التي خلقها هؤلاء جعلتنا نشعر أن هناك فوضى عارمة تحيط بأجهزة الدولة، وخلقت تصوراً سلبياً للكويت اليوم التي بدأنا نلمس إصلاحاتها الجذرية في كل المجالات، فلا مجال لهؤلاء المتحمسين والساعين الى الشهرة على حساب صورة الكويت الجميلة، فالدولة تعلم بما يحصل، وهي تصل الليل بالنهار لحل كل ما يعكر صفو تقدمها وتطورها.
كاتب كويتي
@nayefalsayaah