زين وشين
يحكى ان جحا كان يسير على طريق سفر ومعه حماره، فصادفه شخص يعرفه فسار بصحبته، وفي الطريق قال الرجل لجحا: "حمارك جميل"، ثم بعد فترة وضع الرجل زوادته على ظهر حمار جحا، وقال لجحا: "حمارنا جميل"، وبعد فترة سحب الرجل حبل الحمار من يد جحا، وقال: "حماري جميل"!
هذه القصة تنطبق على من أسموا انفسهم شركاءنا في التنمية، في بداية الأمر حينما زادت أعدادهم عندنا عن الحد المعقول، فأصبحنا نحن الشركاء بعد الاحتلال الناعم لبلادنا، وبعد فترة سوف نصبح نحن الضيوف، ولا نستبعد ان يطالبوا هم بتعديل التركيبة السكانية بعد ان "كثروا الكوايتة في الكويت"!
كلنا نلاحظ بعد الحملات الجادة المثمرة الاخيرة لوزارة الداخلية ان شوارعنا خف فيها الازدحام المروري، ومواقف السيارات توفرت، ولم نعد نرى ذلك الاستهتار بالقوانين، الذي كنا نراه من الاشقاء الوافدين، وحالات هرب عمال المنازل من الكفلاء انخفضت إلى النصف، فبعد ان رأوا العين الحمراء لزم كل منهم حده.
اما المخالفون منهم فقد دخلوا في بيات صيفي بانتظار ان تخف الحملات، والتي نرجو ان لا تخف، بل تستمر وبالقوة نفسها!
حتى اليوم ليس هناك احصاءات توضح اعداد من غادروا خلال المهلة من المخالفين، وكم عدد الذين تخلفوا منهم، فليس هناك قاعدة بيانات واضحة، إلا ان أرقام من يلقى القبض عليهم، والتي يعلن عنها بعد كل حملة تفتيش ارقاماً ليست بسيطة، وهذا دليل على ان البلاد لا تزال تحتاج إلى تمشيط دقيق للقضاء على ظاهرة مخالفي قانون الاقامة، التي كانت في السابق تنتهي نهاية سعيدة، بسبب المهلة التي تمنحها الدولة للمخالفين، إلا ان الوضع اختلف هذه المرة!
نحن لا نطلب المستحيل إذا طالبنا بتطبيق القانون، وهذا بالضبط ما يحصل في الايام الأخيرة، في المقابل هناك ارتياح شعبي عام من تلك الاجراءات، التي نرجو ان تستمر، فقد كان حتى العامل المنزلي، اول ما يصل الى الكويت، يخطط للهرب من الكفيل، للحصول على راتب افضل، وهناك من يسهل له الهرب، ويرسل له سيارة تقله، وهم مكاتب الخدم الوهمية التي نرجو ان يصلها الدور...زين.