المُقَوِّمات السلوكيّة لحُسْن الخاتِمة

حوارات

"إذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيرا استعمله، فقيل: كيف يستعملُه يا رسولَ اللهِ؟ قال: يوفِّقُه لعمَلٍ صالحٍ قبلَ الموت" (حديث شريف).

تشير المقوّمات السلوكيّة في هذه المقالة الى العناصر الأساسية، أو الركائز الرئيسية النفسيّة والأخلاقيّة التي يقوم عليها سلوك إنساني معيّن، لا سيما المقوّمات السلوكيّة الإيجابية التي يتوجّب استعمالها بهدف السير في طريق حُسن الخاتمة في هذه الحياة الدنيا الفانية.

ومما أعتقد أنها بعض القيم والمبادئ السلوكيّة التي يبدو، وفقا لوجهة نظري الشخصيّة، أنها تدلّ المرء المسلم العاقل على الاستقامة الأخلاقيّة المطلوبة في عالم اليوم المضطرب، والتي ربما ستؤدي الى تقريب المسلم الى حُسن الخاتمة، نذكر ما يلي:

- التَّمَسُّك بمَكارِمِ الأخلاق الاسلامية: التوفيق الى حسن الخاتمة جسر يمر فوق دوّامات بحر مُغرِيات الحياة الدنيا، وعواميده التي يرتكز عليها هي الأخلاق الإسلامية الحميدة.

-تنقية القلب من الحسد: تمنّي زوال النِّعَم عند المسلمين الآخرين يُصدىء القلب، ويعمي البصر، ويشوّش البصيرة، ويمنعهما عن رؤية طريق الحقّ.

ويَنْقَى قلب المرء المسلم من الحسد عندما يبدأ يتمنّى الخير لكل المسلمين.

-التواضع والقناعة: يؤدّي ترسّخ التواضع والقناعة في عقل وقلب المسلم الى تنقيتهما من الكِبَر والبَطَر، ومن تواضع لله وخَلْقِه أحبّه ربّه، ووفّقه الى حُسن الخاتمة، والله عز وجلّ أعلم.

- مصاحبة الصالحين: مخالطة الأشرار تؤدي الى ما لا تحمد عقباه في الدنيا وفي الآخرة، ومصاحبة أو على الأقل مؤالفة الصالحين تؤدي الى كل ما هو خير.

-اعتزال الفتن بين المسلمين: "سَتَكُونُ فِتَنٌ القاعِدُ فيها خَيْرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ فيها خَيْرٌ مِنَ الماشِي، والماشِي فيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، ومَن يُشْرِفْ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وجَدَ مَلْجَأً أوْ مَعاذا فَلْيَعُذْ بهِ" (حديث شريف).

- التَفقُّه في الدِّين يدلّ على حسن الخاتمة: من يوفِّقه الله عز وجلّ الى التفقُّه في الدِّين وتفهُّمه، لا سيما التدبُّر في معاني القرآن الكريم، والتخلّق بخلقه بين الناس تَحسُن خاتمته بحول وبمشيئة من الله عز وجلّ، فلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه، والله أعلم.

كاتب كويتي