زين وشين
وزير ماليتنا، الله لا فض فوه، في تصريحه الأخير حاسدنا على الدعوم التي تقدمها الحكومة للمواطن، وكأنما هو يدفع من جيبه الخاص، أو تخصم من راتبه.
يقول إن الدعوم تذهب إلى غير المحتاجين، الذين يستفيدون منها من باب زيادة الخير خيرين!
فكيف لمعاليه أن يعرف المحتاج من المتعفف، الذي يعتمد بعد الله على التموين في معيشته، وما أكثر المحتاجين الذين لا يعرف احد حاجتهم، وهل المتعفف يصنف ضمن المواطنين المحتاجين، أم انه من ضمن أهل زيادة الخير خيرين، الذين يعنيهم الوزير الموقر؟
الوزير أيده الله يريد ان يعيد النظر بالدعوم، ولا نستبعد ان يطلب من المواطن شاهدين اثنين، ويطلب كذلك تصديق إمام المسجد لكي يثبت المواطن انه محتاج للدعم!
يا معالي وزير المالية في زمن الطيبين كانت المدارس تقدم لنا الوجبات المجانية اثناء الدوام، وتقدم لنا الأقمشة والأحذية بالإضافة إلى فلوس تفصال الأقمشة.
وللعلم ان الدولة في ذلك الوقت كانت لا تمتلك ما تمتلكه حالياً، لكن حكوماتنا ووزراءنا في ذلك الوقت لا يعرفون الحسد، أو بالأصح الحكومة لا تحسد شعبها، وتزيد الخير بركة وليس فقط تزيد الخير خيرين، فأين أولئك من هؤلاء؟.
مع العلم ان القصد واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، والواضح ان كل هذا اللف والدوران من أجل إلغاء التموين، بعد ان عجزت الحكومة على منع السرقات، وبيعه وتصديره إلى الخارج، فما هو ذنب المواطن الذي ينتظر بداية الشهر ليتسلم تموينه الذي هو بأمس الحاجة إليه؟
مشكلتنا لا تزال بالحسد، والخوف كل الخوف ان يصحب الحسد القهر، فنموت من القهر بسبب تصريحات بعض مسؤولينا، والسؤال المهم: هل مجلس الوزراء الموقر راض عن تصريحات وزير المالية؟
شتان بين وزير المالية ووزير الداخلية، فالأول يصرح ضد مصلحة المواطن، فيما الثاني يعمل ليل نهار لمصلحة المواطن، وكلاهما اعضاء في مجلس الوزراء نفسه، والله يستر مما هو آت...زين.